قال في الكبير: وقال الترمذي عقب حديث أبي هريرة: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال ابن حجر: وهو عجيب منه فقد رواه في الزهد أيضًا من طريق أخرى عن أبي هريرة وإليه أشار المصنف بقوله (ع) عن أنس، قال: وفيه عند أبي يعلى شيخ هشيم لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: هذا وهم من أوهام الشارح يريد أن يجر رجل الحافظ إليه وهو منه برئ فالترمذي لم يخرجه من حديث أنس أصلًا، فكيف يقول: وهو الذي أشار إليه المصنف بقوله: ورواه أبو يعلى [١/ ٣١١] عن أنس، وإنما الواقع أن الحديث رواه الحسن بن عرفة في جزئه المشهور عن عبد الرحمن بن عمر المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
ومن طريق الحسن بن عرفة أخرجه الترمذي [٢/ ٢٧٢]، وابن ماجه [رقم: ٢٤٦]، والحاكم في المستدرك [١/ ٤٢٧]، والخطيب في التاريخ [٦/ ٣٩٧]، والقضاعي في مسند الشهاب [١/ ١٧٤]، والثعلبي في التفسير [٣/ ١٥٨/ ٢]، وابن النقور في فوائده، وأبو الحسن بن المغيرة في فوائده أيضًا وآخرون، وادعى الترمذي عقب هذه الطريق أنه لا يعرف الحديث إلا من هذا الوجه عن أبي هريرة مع أنه نفسه أخرجه من وجه آخر عن أبي هريرة، فقال [رقم: ٢٣٣]:
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عمر أمتي من ستين سنة إلي سبعين".
ثم قال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة وقد