ورواه ابن السني وأبو نعيم في رياضة المتعلمين، والقضاعي في مسند الشهاب والديلمي في مسند الفردوس [١/ ١، رقم ١٢١] وأبو بكر بن خير في فهرسته كلهم من طريق أبي يعلى به، إلا أن القضاعي اختصره فاقتصر على قوله:"كل صاحب علم غرثان إلى علم" فأفسد معناه إذ صيره جملة مستأنفة مكونة من مبتدأ وخبر، فجاء منها ما لا يوافق الواقع، لأنه ليس كل صاحب علم غرثان إلى علم، لا سيما في هذه العصور المظلمة.
وإنما معنى الحديث إن صح: أن أعلم الناس هو الذي يجمع علم الناس إلى علمه، والذي يكون جائعا حريصًا على العلم والاستفادة لا يمل ولا يشبع، فإن ذلك يؤل به إلى أن يكون أعلم الناس، وهذا لو صح الحديث وإلا فمسعدة بن اليسع هالك ساقط وقد كذبه أبو داود، وقال أحمد: ضربنا حديثه منذ دهر اهـ.
فالغالب على الظن أنه مما عملت يداه، وقد ورد في معناه أثر ذكرته في المستخرج على مسند الشهاب.
٥٨٧/ ١١٩٤ - "اعْلَمْ يَا أبَا مَسْعودٍ أن اللَّه أقْدَرُ عَليكَ مِنْكَ عَلى هَذَا الغُلام". (م) عن أبي مسعود
قلت: أخرجه أيضًا الحسن بن سفيان في مسنده:
ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال: "بينا أنا أضرب غلامًا بالسوط إذ سمعت صوتا من خلفي: اعلم يا أبا مسعود، فجعلت لا أعقل من الغضب حتى دنا مني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما رأيته وقع السوط من يدي، فقال: اعلم أبا