القاسم عن أبي أمامة "أن عمر ابن الخطاب -رضي اللَّه عنه- دعا بقميص له جديد فلبسه، فلا أحسب بلغ ترقوته حتى قال: الحمد للَّه الذي كسانى ما أوارى عورتى وأتجمل به في حياتى، ثم قال: أتدرون لم قلت هذا؟ رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا بثياب جدد فلبسها، فلا أحسبها بلغت تراقيه حتى قال مثل ما قلت، ثم قال: والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم لبس ثوبًا جديدًا ثم يقول ما قلت، ثم يعمد إلى سمل من أخلاقه الذي وضع فيكسوه إنسانًا مسكينًا مسلمًا فقيرًا لا يكسوه إلا للَّه عز وجل إلا كان في جوار اللَّه وفي ضمان اللَّه ما دام عليه منها سلك واحد حيا وميتا".
قال الحاكم [٤/ ٩٣١، رقم ٧٤١٠]: هذا حديث لم يحتج الشيخان بإسناده، ولم أذكر أيضًا في هذا الكتاب مثل هذا على أنه حديث تفرد به إمام خراسان عبد اللَّه بن المبارك عن أئمة أهل الشام، فآثرت إخراجه ليرغب المسلمين في استعماله اهـ.
وأقره الذهبى، وقال ابن الأخضر في فوائده:
أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن خلف ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح ثنا هناد بن السرى ثنا ابن المبارك به.
الرابع: عدم استدراك الشارح لمخرجين آخرين ينادى عليه بالقصور التام، لاسيما والحديث في الكتب الستة، فقد أخرجه الترمذى في الدعوات [٥/ ٥٥٨، رقم ٣٥٦٠] وابن ماجه في اللباس [٢/ ١١٧٨، رقم ٣٥٥٧] وابن السنى في عمل اليوم والليلة [ص ٩٠، رقم ٢٦٧] من الطريق الأول، وقد ذكره المنذرى في "الترغيب" وعزاه لهؤلاء إلا ابن السنى، وزاد عزوه للبيهقى في الشعب.