لا تدخلي، فشكت أبا بكر، فقالت: هذه الخثعمية تحول بيني وبين بنت رسول الله، وقد جعلت لها مثل الهودج، فجاء أبو بكر - رضي الله عنه - فوقف بالباب، وقال: يا أسماء! ما حملك أن منعت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخلن على ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت: أمرتني أن لا تُدخلي علي أحداً، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها، فقال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك، ثم انصرف، وغسلها علي وأسماء - رضي الله عنهما -. قلت: وهذا بمحضر الخيرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإقرارهم. أما أسماء: فهي بنت عميس الصحابية الجليلة. وأم جعفر: هي أم عون بن محمد، روت عن: أسماء، وروى عنها: ابنها عون بن محمد، وعمارة بن المهاجر، قال الحافظ: مقبولة. وعمارة بن المهاجر: روى عنه جمع، وسكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"، وكذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل". ومثله عون بن محمد بن علي. ومحمد بن موسى: هو ابن عبد الله مولى الفطريين، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، وكان يتشيع، أخرج له مسلم والأربعة ووثقة آخرون. وقتيبة: إمام جليل. وهذا الإِسناد لا بأس به، بل قد حسنه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: ٢/ ١٤٣، وقال: احتج به الإمام أحمد، وابن المنذر، وفي جزمهما بذلك دليل على صحته عندهما. وقد أخرجه مختصراً الحاكم في المستدرك: ٣/ ١٦٣؛ والشافعي كما في بدائع السنن: ١/ ٢١١؛ والدارقطني في سننه: ٢/ ٧٩؛ وأبو نعيم في الحلية: ٢/ ٤٣. وبهذا يتبين أن أصل المبالغة في ستر المرأة له أصل من عمل الصحابة ومن وصية البضعة الشريفة - عليها السلام -). (١) زدناها من "المختصر", والظاهر أنها سقطت من الأصل. (٢) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "وهو" وهو تصحيف.