للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت، وأبي هريرة، وابن عباس - رضي الله عنهم - من قولهم: إنها صلاة العصر (١).

وقد اختلف السلف في المراد بالصلاة الوسطى على عشرين قولًا، أصحُّها كلِّها: أنها العصر، وهذا قول علي - رضي الله عنه -؛ فقد روى الترمذي، والنسائي، من طريق زِرِّ بنِ حُبيش، قال: قلنا لعبيدة: سل عليًا عن الصلاة الوسطى، فسأله، فقال: كنا نرى أنها الصبح حتى سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يومَ الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاةِ العصر" (٢)، انتهى.

قال في "الفتح": وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله: "صلاة العصر" مُدْرَجٌ من تفسير بعض الرواة، وهي نصٌّ في أن كونها صلاةَ العصر من كلام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وبه قال ابن مسعود، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وعبد الله بن عمرو، وسَمُرة، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة - رضي الله عنهم -، وهو مذهب الإمام أحمد، والأصحُّ من مذهب أبي حنيفة، وقد صار إليه معظم الشافعية، لصحة الحديث فيه.

قال الترمذي: هو قولُ أكثرِ علماء الصحابة (٣).

وقال الماوردي: هو قول جمهور التابعين.


(١) انظر: "تفسير الطبري" (٢/ ٥٥٥) وما بعدها.
(٢) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٣٦٠). ولم أره في "سنن الترمذي" من رواية زر بن حبيش، عن عبيدة، عن علي - رضي الله عنه -، والله أعلم. وإنما رواه الترمذي (٢٩٨٤)، من طريق أبي حسان الأعرج، عن عبيدة، به، بسياق آخر.
(٣) انظر: "سنن الترمذي" (١/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>