للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند غسله، وهو بإزاء حاسةٍ شريفةٍ، وهي الشم، فشُرع تخفيفُه ليتمَّ الجمال والمنفعة (١).

قال الحافظ ابن حجر: وذلك يتحصَّل بتخفيفه، ولا يستلزم إحفاءه، وإن كان أبلغ.

قال: ويؤخذ مما أشار إليه ابن العربي مشروعيةُ تنظيف داخل الأنف، وأخذُ شعره إذا طال، انتهى (٢).

قال في "الفروع": ولم يذكروا شعر الأنف، وظاهر هذا بقاؤه، ويتوجَّه: أخذُه إذا فَحُش، وأنه كالحاجبين، وأولى من العارضين.

قال مجاهدٌ: الشعر في الأنف أمانٌ من الجذام، ورُوي مرفوعاً (٣)، وهو باطلٌ، انتهى (٤).

وقد روى الإمام أحمد في "المسند": "قُصُّوا سبالاتكم، ولا تَتَشَبَّهوا باليهود" (٥).

وذكر - صلى الله عليه وسلم - المجوسَ، فقال: "إنهم يُوَفِّرون سِبالَهم، ويحلقون لِحاهم، فخالفوهم"، فكان ابن عمر يستعرض سبلته، فيجزها كما تُجز الشاة أو البعير. أخرجه الطبري، والبيهقي (٦).


(١) انظر: "عارضة الأحوذي" لابن العربي (١٠/ ٢١٧).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١٠/ ٣٤٨).
(٣) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ١٥١)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) انظر: "الفروع" لابن مفلح (١/ ١٠٠).
(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٦٤)، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - بلفظ: "قصُّوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب".
(٦) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٥١). ورواه ابن حبان في "صحيحه" =

<<  <  ج: ص:  >  >>