ثمّ استثقلت الضمة على الياء، فحذفت، فسكنت، فحذفت لالتقاء الساكنين {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ}{اتبعوا} افتعلوا من الاتباع، أدغمت فاء الفعل في تاء الافتعال، فقيل: اتبعوا بعد أن استجلبت همزة الوصل، للتوصّل إلى النطق بالساكن {تَتْلُو} أصَلْهُ: تَتْلُوُ بوزن تَفعُلُ من تلا يتلو، كسما يسمو ناقصٌ واويٌّ، ولمَّا تطرفت الواو إثر ضمة سكنت، وجعلت حرف مدّ {بضارِّين} أَصْلُه: بضارِرِين، أدغمت الراء الأولى بعد تسكينها في الثانية {مَا يَضُرُّهُمْ} أصله: يَضْرُرْهم بوزن يفعل، نقلت حركة الراء الأولى إلى الضاد، فسكنت، فأُدغمت في الراء الثانية {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} علمان أعجميان بدليل منع الصرف، ولو كانا من الهَرْتِ والمَرتِ؛ أي: الكُسْرِ كما زعَمَ بعضهم لانَصْرَفَا {بِبَابِلَ} وبابلُ مدينة قديمة مُنع من الصرف للعلمية والعجمة، وتقعُ أنْقاضُها على الفُراتِ قُرْبَ الحُلَّةِ شرقيَّ بغدادَ {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} أصله: اشتَرَيَ بوزن افتَعَلَ، قُلبت الياءُ لامُ الفعل ألفًا؛ لتحركها بعد فتح، فهي مِنْ شرَاه يَشْرِيهِ إذا باعه، أو ملَكَه بشراءٍ، ودليلُ ذلك قولُه:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ}{مِنْ خَلَاقٍ} بالفتح بمعنى نصيب {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا} أصل: شروا كما تقدّم قريبًا شَرَيُوا، تحركت الياء وانفتح ما