ووصفه بالأمير الفاضل المشتغل المحصِّل الأوحد الماهر، سلَّمه اللَّه تعالى سفرًا وحضرًا، وجمع له الخيرات زُمَرًا.
وسمع عليه قبل ذلك "المسلسل بالأولية"، لكنه لم يتسلسل له مطلقًا، وقطعة مِنْ "المعجم الأوسط" للطبراني، وغير ذلك، وأول ما لقيه بحماة، استدعى منه الإجازة بقوله: المسؤول مِنْ سيِّدنا ومولانا قاضي القضاة. حاكم الحكام، شيخ الإسلام، بركة الأنام، حافظ أهل مصر والشام، بل أهل الدنيا على التَّمام. عالم الأمة، وسراج الملَّة، وحُجَّة أهل السنة.
وكتب له صاحبُ التَّرجمة: أما بعد، فقد أجزتُ للذي تفضَّل بهذا السُّؤال إجابة لمراده، وساق الإجازة. وأرَّخها في ثامن عشري شعبان سنة ست وثلاثين بظاهر حماة. وكان ذلك وهو متوجِّهٌ إلى آمد.
وفي رجوعه لقيه بظاهر حماة أيضًا في يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة مِنَ السَّنة، فقرأ عليه بعضًا مِنْ أول "البخاري"، وسمع اليسير منه أيضًا بقراءة كلٍّ مِنْ ناصر الدين محمد بن محمد بن أحمد الحموي الحنفي، عرف بابن المعشوق، والشمس محمد ابن الشَّيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي الشَّافعي، عرف بابن الأشقر، والشمس محمد بن إبراهيم بن فرج. وسمع عليه المجلس الأول مِنْ "الأمالي الحلبية" بقراءة البقاعي. وناوله في شعبان سنة تسع وثلاثين "القاموس"، وكتب له خطّه بذلك عليه، ووصفه بالفاضل البارع الأصيل الأوحد، وقال: بارك اللَّه تعالى في حياته، وبلَّغه مِنَ الدرجة العالية أقصى غاياته.
٥٤٦ - محمد بن محمد بن محمد بن مسلم، الحافظ التَّاج الغرابيلي. ارتحل لصاحب التَّرجمة حتَّى حرَّرَ نسخته "بالمشتبه" غاية التحرير، وأخذ عنه أشياء.