٩٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقَيْسِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَى: «الصَّلَاةَ جَامِعَةً» فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يُنَادِي فِيهَا، فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: " أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ - ثَلَاثًا - إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيمَا مَضَى، وَإِنَّهُ كَائِنٌ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، وَإِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَكِبَ بَحْرَ الشَّامِ فِي نَفَرٍ مِنْ لَخْمٍ، وَجُذَامٍ فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحَ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِهِ، فَإِذَا هُمْ بِالدَّهْمَاءِ تَجُرُّ شَعْرَهَا، فَقَالُوا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: أَخْبِرِينَا قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ وَلَا اسْتَخْبَرْتُكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا رَجُلًا فِي هَذَا الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ، فَأَتَوْهُ فَإِذَا رَجُلٌ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَوْثُوقٌ إِلَى سَارِيَةٍ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْعَرَبُ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: بُعِثَ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ أُمِّيٌّ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالُوا: اتَّبَعَهُ قَوْمٌ وَتَرَكَهُ قَوْمٌ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِنْ يَتَّبِعُونَهُ وَيُصَدِّقُونَهُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ أَيُّ شَيْءٍ لِباسُهُمْ؟ قُلْنَا: صُوفٌ وَقُطْنٌ تَغْزِلُهُ نِسَاؤُهُمْ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ قُلْنَا: قَوِيَ، ونَجِدُها فِي كُلِّ عَامٍ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرٍ؟ قُلْنَا: كَثِيرٌ مَاؤُهَا يَتَدَفَّقُ يَرْوِي مَنْ أَتَاهَا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ قَدْ أَطْلَقَنِي اللهُ مِنْ وَثَاقِي لَمْ يَبْقَ مَنْهَلٌ إِلَّا دَخَلْتُهُ إِلَّا مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي دُخُولُهُما "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تِلْكَ مَكَّةُ، وَهَذِهِ طَيْبَةُ حَرَّمَهَا اللهُ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، أَمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَقْبٌ، وَلَا سِكَّةٌ إِلَّا وَعَلَيْهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ للسَّيْفِ يَمْنَعُهَا مِنَ الدَّجَّالِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute