وتصدّر بالمدرسة الفاضليّة، وانتفع به جماعة، وسمع من جماعة.
وحدّث، سمعت منه، وكان شيخا صالحا خيّرا، وكان له قبول عند الناس وحسن ذكر.
١٠١٣ - وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب توفّي القاضي الإمام قاضي القضاة تاج الدّين أبو محمد عبد الوهّاب (١) بن خلف العلاميّ المصريّ الفقيه الشافعيّ، المعروف بابن بنت الأعزّ، بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطّم، حضرت الصلاة عليه، وكان الجمع كبيرا.
ومولده فيما بلغنا في مستهلّ شهر رجب سنة أربع وست مئة.
تفقّه على مذهب الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، وسمع من أبي الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمدانيّ وغيره.
وحدّث، ووزر لغير واحد من الملوك، وتقدّم عندهم، وتولّى قضاء القضاة بالقاهرة ومصر وأعمالهما مدة، ودرّس للطائفة الشافعيّة بالمدرسة الصّالحية، وبالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعيّ، وبغيرها.
وكان أحد العلماء المشهورين والكبراء المذكورين، ذا ذهن ثاقب
(١) ترجمه أبو شامة في ذيل الروضتين ٢٤٠، واليونيني في ذيل المرآة ٢/ ٣٦٩، والبرزالي في المقتفي ١ / الورقة ٥، والنويري في نهاية الأرب ٣٠/ ١٤٠، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٥/ ١١٦، والعبر ٥/ ٢٨١، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٦١، والصفدي في الوافي ١٩/ ٣٠٠، وابن شاكر في عيون التواريخ ٢٠/ ٣٥١، واليافعي في مرآة الجنان ٤/ ١٦٤، والسبكي في طبقات الشافعية ٨/ ٣١٨، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢/ ١٤٧، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣/ ٢٤٩، والمقريزي في السلوك ١/ ٥٦١، والعيني في عقد الجمان ٢/ ١٢ (مطبوع)، وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية ٢/ ٤٦٩، وابن تغري بردي في النجوم ٧/ ٢٢٢، والسيوطي في حسن المحاضرة ١/ ٤١٥، وابن العماد في الشذرات ٥/ ٣١٩.