للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١: البصيرة في الدعوة إلى الله تعالى، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨] (١)، قال الطبري -رحمه الله تعالى-: يقول تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - قل يا محمد هذه الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته سبيلي وطريقتي ودعوتي، أدعو إلى الله وحده لا شريك له: على بصيرة، ذلك يقين علم مني به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضاً من اتبعني وصدقني وآمن بي (٢)، قال الشوكاني -رحمه لله تعالى-: البصيرة هي المعرفة التي يتميز بها الحق من الباطل (٣).

وفي الآية دليل على أن كل متبع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق عليه أن يقتدي به في الدعوة إلى الله تعالى (٤)، فكان قدوة الدعاة عليه الصلاة والسلام على بصيرة فيما يدعو الناس إليه، وعلى بصيرة في حال المدعو، وعلى بصيرة في كيفية الدعوة (٥)، وهذا ينبغي على الدعاة فعله، فلابد من:

\أ: التحلي بالعلم والمعرفة للتمكن من استخدام الحكمة في الدعوة إلى الله، قال الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله تعالى-: فإياك أن تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، فاتق الله يا عبد الله، وإياك أن تقول على الله بغير


(١) يوسف: ١٠٨]
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ١٣/ ٩٦ - ٩٧.
(٣) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ٣/ ٨١.
(٤) انظر المرجع السابق، ٨١.
(٥) انظر زاد الداعية، ابن عثيمين، ١٣ - ١٥.

<<  <   >  >>