للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٤٥٥٣ - عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

«بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع لهم طليعة، فرجع حامدا يحسن الثناءَ، فقالوا له: إِنك أَعرابي، قعقعوا لك السلاح، فطار فؤادك، فما دريت ما قيل لك وما قلت، ثم أَرسلوا عروة بن مسعود، فجاءَه، فقال: يا محمد، ما هذا الحديث؟ تدعو إِلى ذات الله، ثم جئْت قومك بأَوباش الناس، من تعرف ومن لا تعرف، لتقطع أَرحامهم، وتستحل حرمتهم ودماءَهم وأَموالهم، فقال: إِني لم آت قومي إِلا لأَصل أَرحامهم، يبدلهم الله بدين خير من دينهم، ومعايش خير من معايشهم، فرجع حامدا يحسن الثناءَ.

قال: قال إِياس، عن أَبيه: فاشتد البلاءُ على من كان في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ عمر، فقال: يا عمر، هل أَنت مبلغ عني إِخوانك من أُسارى المسلمين؟ فقال: لا يا نبي الله، والله ما لي بمكة من عشيرة، غيري أَكثر عشيرة مني، فدعا عثمان فأَرسله إِليهم، فخرج عثمان على راحلته، حتى جاءَ عسكر المشركين، فعيبوا به، وأَساؤوا له القول، ثم أَجاره أَبان بن سعيد بن العاص، ابن عمه، وحمله على السرج وردفه، فلما قدم، قال: يا ابن عم، ما لي أَراك متحشفا؟ أَسبل، قال: وكان إِزاره إِلى نصف ساقيه، فقال له عثمان: هكذا إِزرة صاحبنا، فلم يدع أَحدا بمكة من أُسارى المسلمين، إِلا أَبلغهم ما قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ.

قال سلمة: فبينما نحن قائِلون، نادى منادي رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ: أَيها الناس، البيعة، البيعة، نزل روح القدس، قال: فسرنا إِلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ، وهو تحت شجرة، (سمرة)، فبايعناه، وذلك قول الله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إِذ يبايعونك

⦗٣٩٣⦘

تحت الشجرة} قال: فبايع لعثمان إِحدى يديه على الأُخرى، فقال الناس: هنيئًا لأَبي عبد الله، يطوف بالبيت ونحن هاهنا، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ: لو مكث كذا وكذا سنة، ما طاف حتى أَطوف». (١).

أخرجه ابن أبي شيبة (٣٢٧٠٩) و ١٤/ ٤٤٢ (٣٨٠٠٧) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن موسى بن عُبيدة، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره (٢).


(١) لفظ (٣٨٠٠٧).
(٢) مَجمَع الزوائد ٩/ ٨٤.
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٤٥)، والطبراني (١٤٤).