«كنت من أبناء أساورة فارس، وكنت في كتاب، ومعي غلامان, وكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا، فدخلا عليه، فدخلت معهما، فقال: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد، قال: فجعلت أختلف إليه، حتى إذا كنت أحب إليه منهما، قال: فقال لي: إذا سألك أهلك من حبسك؟ فقل: معلمي, وإذا سألك معلمك: من حبسك؟ فقل: أهلي، ثم إنه أراد أن يتحول, فقلت له: أنا أتحول معك, فتحولت معه، فنزلنا قرية, فكانت امرأة تأتيه، فلما حضر، قال لي: يا سلمان: احفر عند رأسي, فحفرت عند رأسه، فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدري, فصببتها على صدره, فكان يقول: ويل لاقتنائي، ثم إنه مات، فهممت بالدراهم أن آخذها، ثم إني ذكرت فتركتها، ثم إني آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه، فقلت لهم: إنه قد ترك مالا، قال: فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا, فأخذوه، قال: فقلت للرهبان: أخبروني برجل عالم أتبعه، قالوا: ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص, فانطلقت إليه فلقيته، فقصصت عليه القصة، قال: فقال: أو ما جاء بك إلا طلب العلم, قلت: ما جاء بي إلا طلب العلم، قال: فإني لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة, إن انطلقت الآن وجدت
⦗٣٣٩⦘
حماره، قال: فانطلقت فإذا أنا بحماره على باب بيت المقدس, فجلست عنده وانطلق, فلم أره حتى الحول, فجاء، فقلت له: يا عبد الله, ما صنعت بي؟ قال: وإنك لهاهنا, قلت: نعم،