للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

- وفي رواية: «عن الشعبي، قال: قدمت فاطمة بنت قيس الفهرية الكوفة، على أخيها الضحاك بن قيس، وكان قد استعمل عليها، فأتيناها نسألها، فقالت: خطبنا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في نحر الظهيرة، فقال: إني لم أخطبكم لرغبة، ولا لرهبة، ولكن لحديث حدثنيه تميم الداري، منعني سروره القائلة، حدثني تميم الداري، عن بني عم له؛ أنهم أقبلوا في البحر من ناحية الشام، فأصابتهم فيه ريح عاصف، فألجأتهم إلى جزيرة في البحر، فإذا هم فيها بدابة أهدب القبال، فقلنا: ما أنت يا دابة؟ فقالت: أنا الجساسة، فقلنا: أخبرينا، فقالت: ما أنا بمخبرتكم، ولا مستخبرتكم شيئا، ولكن في هذا الدير رجل بالأشواق إلى أن يخبركم وتخبرونه، فدخلنا الدير، فإذا نحن برجل أعور، موثوق بالسلاسل، يظهر الحزن، كثير التشكي، فلما رآنا قال: أفاتبعتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة الطبرية؟ قلنا: على حالها، تسقي أهلها من مائها، وتسقي زرعهم، قال: فما فعل نخل بين عمان وبيسان؟ فقالوا: يطعم جناه كل عام، قال: فما فعلت عين زغر؟ قالوا: يشرب منها أهلها، ويسقون منها مزارعهم، قال: فلو يبست هذه انفلت من وثاقي هذا، فلم أدع بقدمي هاتين منهلا إلا وطئته، إلا المدينة، ثم قال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: فإلى هذا انتهى سروري، ثم قال: والذي نفسي بيده، ما منها شعبة إلا وعليها ملك شاهر سيفه، يرده من أن يدخلها.

قال الشعبي: فلقيت المحرر بن أبي هريرة، فحدثني به، عن أبيه، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم وزاد فيه: ومكة، وقال: من نحو المشرق، وما هو من نحو المشرق، وما هو.

قال الشعبي: فلقيت القاسم بن محمد، فحدثني به، عن عائشة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم مثل ذلك» (١).


(١) اللفظ للحميدي (٣٦٨).