«خطبنا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بعد العصر إلى مغيربان الشمس، فلم يبق شيء يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، علمه من علمه، وجهله من جهله، فقال: إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء.
ألا وإن لكل غادر لواء يوم القيامة، بقدر غدرته، ولواء عند استه.
⦗١٤⦘
ألا وإن أفضل الجهاد كلمة حق، (وربما قال سفيان: كلمة عدل)، عند ذي سلطان جائر.
قال: ثم بكى أَبو سعيد، وقال: فكم قد رأينا من منكر فلم ننكره.
ألا وإن بني آدم خلقوا على طبقات، فمنهم من يولد مؤمنا، ويحيا مؤمنا، ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا، ويحيا كافرا، ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا، ويحيا مؤمنا، ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا، ويحيا كافرا، ويموت مؤمنا.
ومنهم سريع الغضب، سريع الفيء، فهذه بتلك، ومنهم بطيء الغضب، بطيء الفيء، فهذه بتلك.
ألا وإن الغضب جمرة من النار، فمن وجده منكم، وكان قائمًا فليجلس، وإن كان جالسا فليضطجع» (١).