«جاء أعرابي إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقال: السلام عليك، يا غلام بني عبد المطلب، فقال: وعليك، فقال: إني رجل من أخوالك، من بني سعد بن بكر، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم، وأنا سائلك فمشتدة مسألتي إياك، ومناشدك فمشتدة مناشدتي إياك، قال: خذ يا أخا بني سعد، قال: من خلقك، وهو خالق من قبلك، وهو خالق من بعدك؟ قال: الله، قال: نشدتك بذلك، أهو أرسلك؟ قال: نعم، قال: من خلق السماوات السبع، والأرضين السبع، وأجرى بينهن الرزق؟ قال: الله، قال: نشدتك بذلك، أهو أرسلك؟ قال: نعم، قال: فإنا وجدنا في كتابك، وأمرتنا رسلك، أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات لمواقيتها، فنشدتك بذلك، أهو أمرك به؟ قال: نعم، قال: فإنا وجدنا في كتابك، وأمرتنا رسلك، أن نأخذ من حواشي أموالنا، فنردها على فقرائنا، فنشدتك بذلك، أهو أمرك بذلك؟ قال: نعم، ثم قال: أما الخامسة فلست سائلك عنها، ولا أرب لي فيها، قال: ثم
⦗٣٤٠⦘
قال: أما والذي بعثك بالحق، لأعملن بها، ومن أطاعني من قومي، ثم رجع، فضحك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: والذي نفسي بيده، لئن صدق ليدخلن الجنة» (١).