للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٥١٠٥ - عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، قال: قال عباس:

«شهدت مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يوم حنين، فلزمت أَنا وأَبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلم نفارقه، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على بغلة له، بيضاء، أَهداها له فروة بن نفاثة الجذامي (١)، فلما التقى المسلمون

⦗٥٧٣⦘

والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأَنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أَكفها، إِرادة أَن لا تسرع، وأَبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أَي عباس، ناد أَصحاب السمرة، فقال عباس، وكان رجلا صيتا: فقلت بأَعلى صوتي: أَين أَصحاب السمرة؟ قال: فوالله، لكأَن عطفتهم، حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أَولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأَنصار، يقولون: يا معشر الأَنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إِلى قتالهم، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هذا حين حمي الوطيس، قال: ثم أَخذ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: انهزموا ورب محمد، قال: فذهبت أَنظر، فإِذا القتال على هيئته فيما أَرى، قال: فوالله، ما هو إِلا أَن رماهم بحصياته، فما زلت أَرى حدهم كليلا، وأَمرهم مدبرا» (٢).


(١) قال ابن الأثير: فروة بن عامر، وقيل: فروة بن عَمرو، وقيل: فروة بن نُفاثَة، وقيل: ابن نُبَاتة، وقيل: ابن نَعَامة، الجُذامي. «أسد الغابة» ٤/ ٣٧٨.
(٢) اللفظ لمسلم (٤٦٣٥).