للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٤٧٨٦ - عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، رضي الله عنه؛

«أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه، فقتل نفسه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عند ذلك: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة» (١).

- وفي رواية: «نظر النبي صَلى الله عَليه وسَلم إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا، فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك، حتى جرح فاستعجل الموت،

⦗١٤٨⦘

فقال بذبابة سيفه، فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه، حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: إن العبد ليعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل النار، وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها» (٢).


(١) اللفظ للبخاري (٤٢٠٢).
(٢) اللفظ للبخاري (٦٤٩٣).