للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِعْقَراً، وَمَا أَوْقاه، وَكَذَلِكَ الرَّحْل، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود، وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى مِنَ الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وصُمٍّ صِلابٍ مَا يَقِينَ مِنَ الوَجَى، ... كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

وَيُقَالُ: فَرَسٌ واقٍ إِذا كَانَ يَهابُ المشيَ مِنْ وَجَع يَجِده فِي حافِره، وَقَدْ وَقَى يَقِي؛ عَنِ الأَصمعي، وَقِيلَ: فَرَسٌ واقٍ إِذا حَفِيَ مِنْ غِلَظِ الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الْمَوْضِعَ الْغَلِيظَ؛ قَالَ ابن أَحمر:

تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها، ... شُمِّ السّنابِك لَا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لَا تَشْتَكِي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وَفَرَسٌ واقِيةٌ: لِلَّتِي بِهَا ظَلْعٌ، وَالْجَمْعُ الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لَمْ يَكُنْ مِعْقَراً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والواقِيةُ والواقِي بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ؛ قَالَ أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك مَا يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي، ... إِذا هُو لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ واقِيا

وَيُقَالُ لِلشُّجَاعِ: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ عَلَى ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عَلَيْهِ، مَثَلٍ ارْقَ عَلَى ظَلْعِك، وَقَدْ يُقَالُ: قِ عَلَى ظَلْعِك أَي أَصْلِحْ أَوَّلًا أَمْرَك، فَتَقُولُ: قَدْ وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً. التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَابِ الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مِثْلُ القاضِي؛ قَالَ مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لَا ... أَغْدُو، عَلَى واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيامِنِ ... ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قِيلَ للصُّرَد واقٍ لأَنه لَا يَنبَسِط فِي مَشْيِهِ، فشُبّه بالواقِي مِنَ الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قَالَ خُثَيْمُ بْنُ عَدِيّ، وَقِيلَ: هُوَ للرَّقَّاص «١» الْكَلْبِيُّ يَمْدَحُ مَسْعُودَ بْنَ بَجْر، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الصَّحِيحُ:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ ... بنَاها لَهُ مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وَلَيْسَ بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه، ... يَقُولُ: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

وَلَكِنَّهُ يَمْضِي عَلَى ذاكَ مُقْدِماً، ... إِذا صَدَّ عَنْ تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: وَفِي جَمْهَرَةِ النَّسَبِ لِابْنِ الْكَلْبِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ غُطَيْفِ بْنِ نُوَيْلٍ الشَّاعِرِ وَابْنِهِ خُثَيْمٌ، قَالَ: وَهُوَ الرَّقَّاص الشَّاعِرُ الْقَائِلُ لِمَسْعُودِ بْنِ بَحْرٍ الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الْخَيْرَ بَحْرًا بِنَجْوَةٍ ... بَنَاهَا له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ واقٍ حِكَايَةُ صَوْتِهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَاشْتِقَاقُهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ هُوَ الواقِ، بِكَسْرِ الْقَافِ بِلَا يَاءٍ، لأَنه سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحِكَايَةِ صَوْتِهِ. وَابْنٌ وَقاء أَو وِقاء: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَاللَّهُ أَعلم.

وَكَيَ: الوِكاء: كلُّ سَيْر أَو خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ فَمُ السِّقاء أَو الوِعاء. وَقَدْ أَوكَيتُه بالوِكاء إِيكاء إِذا شَدَدْتُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوِكاء رِباط القِرْبةِ وَغَيْرُهَا الَّذِي يُشد بِهِ رأْسُها. وَفِي الْحَدِيثِ:

احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها.

وَفِي حَدِيثِ اللُّقَطةِ:

اعْرِفْ وِكاءها وعِفاصَها

؛


(١). قوله [للرقاص إلخ] في التكملة: هو لقب خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>