للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويَوَصَّى: طَائِرٌ قِيلَ هُوَ الباشَقُ، وَقِيلَ: هُوَ الحُرُّ، عِرَاقِيَّةٌ لَيْسَتْ مِنْ أَبنية العرب.

وطي: وَطِيتُهُ وَطْأً: لُغَةٌ في وَطِئْتُهُ.

وعي: الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ. وعَى الشَّيْءَ وَالْحَدِيثَ يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فَهُوَ واعٍ، وَفُلَانٌ أَوْعَى مِنْ فُلَانٍ أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَضَّر اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعى مِنْ سامِعٍ.

الأَزهري: الوَعِيُّ الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي أُمامة: لَا يُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً وَعَى القُرآنَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي عقَلَه إِيماناً بِهِ وعَمَلًا، فأَما مَنْ حَفِظ أَلفاظَه وضَيَّعَ حُدوده فإِنه غَيْرُ واعٍ لَهُ؛ وَقَوْلُ الأَخطل:

وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ ... شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُ

إِنما مَعْنَاهُ حَفِظَها أَي حَفِظَ هَذِهِ الخَمر، وعَنَى بالشَّوارِفِ الخَوابيَ الْقَدِيمَةَ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ

؛ قَالَ: الإِيعاء مَا يَجْمعون فِي صُدُورِهِمْ مِنَ التَّكْذِيبِ والإِثم. قَالَ: والوَعْيُ لَوْ قِيلَ: وَاللَّهُ أَعلم بما يَعُون، لَكَانَ صَوَابًا وَلَكِنْ لَا يَسْتَقِيمُ فِي الْقِرَاءَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ

أَي يُضْمِرون فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ التَّكْذِيبِ، وأُذُنٌ واعِيَةٌ

«١» الأَزهري: يُقَالُ أَوْعَى جَدْعَه واسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي الأَنف إِذا اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ

؛ هكذا حَكَاهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعْوَعَ. وأَوْعَى فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه واسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه. وَتَقُولُ: اسْتَوْعى فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ حَقَّه إِذا أَخذه كُلَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فاسْتَوْعى لَهُ حَقَّه

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اسْتَوْفَاهُ كُلَّهُ مأْخوذ مِنَ الوِعاء. ووَعَى العَظْمُ وَعْياً: بَرَأَ عَلَى عَثْمٍ؛ قَالَ:

كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه، ... ثمَّ وَعى جَبْرُها وَمَا الْتَأَما

قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا جَبَرَ العظمُ بَعْدَ الْكَسْرِ عَلَى عَثْمٍ، وَهُوَ الاعْوِجاجُ، قِيلَ: وَعى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يأْجِرُ أَجْراً ويأْجُرُ أُجُوراً. ووَعَى العظمُ إِذا انْجَبَر بَعْدَ الْكَسْرِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ:

خُبَعْثِنَةٌ فِي ساعِدَيْه تَزايُلٌ، ... تَقُولُ وَعى مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ تجَبَّرا

هَذَا الْبَيْتُ كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ورأَيته فِي حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ: مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ تَكَسَّرَا؛ وَقَالَ الْحَطِيئَةُ:

حَتَّى وَعَيْتُ كَوَعْيِ عَظْمِ ... السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ

ووَعَتِ المِدَّةُ فِي الجُرْح وَعْياً: اجتمعَتْ. ووَعى الجُرْحُ وَعْياً: سالَ قَيْحُه. والوَعْيُ: القَيْحُ والمِدَّة. وَبَرِئَ جُرحُه عَلَى وَعْيٍ أَي نَغَلٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا سالَ القَيْحُ مِنَ الجُرْح قيلَ وَعى الجُرْحُ يَعِي وَعْياً، قَالَ: والوَعْيُ هُوَ القيحُ، وَمِثْلُهُ المِدَّة. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي وَعْيِ الكَسر والمِدَّة مِثلَه، قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ إِذا وَعَتْ جايِئَتُه يَعْنِي مِدَّته. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ بئسَ واعِي اليتيمِ وَوَالِي اليتيمِ وَهُوَ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: لَا وَعْيَ لَكَ عَنْ ذَلِكَ الأَمر أَي لَا تَماسُك دُونَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

تَواعَدْن أَنْ لَا وَعْيَ عَنْ فَرْجِ راكِسٍ، ... فَرُحْنَ وَلَمْ يَغْضِرْنَ عَنْ ذاكَ مَغْضَرا


(١). قوله [أُذُنٌ واعِيَةٌ] كذا هي في الأَصل، إِلا أنها مخرجة بالهامش، وأصلها في عبارة الجوهري: وعى الحديث يعيه وعياً وأذن واعية.

<<  <  ج: ص:  >  >>