للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَتِيبَةٌ مُلَمْلَمَة ومَلْمُومَة أَيْضًا أَيْ مُجْتَمِعَةٌ مَضْمُومٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. وَصَخْرَةٌ مَلْمُومة ومُلَمْلَمَة أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ صُلْبَةٌ. واللِّمَّة: شَعْرُ الرأْس، بِالْكَسْرِ، إِذَا كَانَ فَوْقَ الوَفْرة، وَفِي الصِّحَاحِ؛ يُجاوِز شَحْمَةَ الأُذن، فَإِذَا بَلَغَتِ الْمَنْكِبَيْنِ فَهِيَ جُمّة. واللِّمَّة: الوَفْرة، وَقِيلَ: فوقَها، وَقِيلَ: إِذَا أَلَمَّ الشعرُ بِالْمَنْكِبِ فَهُوَ لِمَّة، وَقِيلَ: إِذَا جاوزَ شَحْمَةَ الأُذن، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الجُمّة، وَقِيلَ: أَكثرُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ لِمَمٌ ولِمَامٌ؛ قَالَ ابْنُ مُفَرِّغ:

شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق مِنْهُمْ ... فِي وُجوهٍ مَعَ اللِّمَامِ الجِعاد

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا رأَيتُ ذَا لِمَّةٍ أَحسَن مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

؛ اللِّمَّةُ مِنْ شَعْرِ الرأْس: دُونَ الجُمّة، سمِّيت بِذَلِكَ لأَنها أَلمّت بِالْمَنْكِبَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الجُمّة. وَفِي حَدِيثِ

رِمْثة: فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ لِمَّةٌ

؛ يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وَذُو اللِّمَّة: فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذُو اللِّمَّة أَيْضًا: فَرَسُ عُكاشة بْنِ مِحْصَن. ولِمَّةُ الوتِدِ: مَا تشَعَّثَ مِنْهُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا تشَعّث مِنْ رأْس المَوتود بالفِهْر؛ قَالَ:

وأَشْعَثَ فِي الدارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطيلُ الحُفوفَ، وَلَا يَقْمَلُ

وَشَعْرٌ مُلَمَّم ومُلَمْلَمٌ: مَدهون؛ قَالَ:

وَمَا التَّصابي للعُيونِ الحُلَّمِ ... بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ

العُيون هُنَا سادةُ الْقَوْمِ، وَلِذَلِكَ قَالَ الحُلَّم وَلَمْ يَقُلِ الحالِمة. واللَّمَّةُ: الشَّيْءُ الْمُجْتَمِعُ. واللَّمَّة واللَّمَم، كِلَاهُمَا: الطَّائِفُ مِنَ الْجِنِّ. وَرَجُلٌ مَلمُوم: بِهِ لَمَم، وَمَلْمُوسٌ وممسُوس أَيْ بِهِ لَمَم ومَسٌّ، وَهُوَ مِنَ الْجُنُونِ. واللَّمَمُ: الْجُنُونُ، وَقِيلَ طرَفٌ مِنَ الْجُنُونِ يُلِمُّ بالإِنسان، وَهَكَذَا كلُّ مَا ألمَّ بالإِنسان طَرَف مِنْهُ؛ وَقَالَ عُجَير السَّلُولِيُّ:

وخالَطَ مِثْل اللَّحْمِ واحتَلَّ قَيْدَه، ... بِحَيْثُ تَلاقَى عامِر وسَلولُ

وَإِذَا قِيلَ: بِفُلَانٍ لَمّةٌ، فَمَعْنَاهُ أَنَّ الْجِنَّ تَلُمّ الأَحْيان «٢». وَفِي حَدِيثِ

بُرَيدة: أَنَّ امْرَأَةً أَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ لَمَماً بابنتِها

؛ قَالَ شَمِرٌ: هُوَ طرَف مِنَ الْجُنُونِ يُلِمُّ بالإِنسان أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ وَيَعْتَرِيهِ، فَوَصَفَ لَهَا الشُّونِيزَ وَقَالَ: سيَنْفَع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إلَّا السامَ وَهُوَ الْمَوْتُ. وَيُقَالُ: أَصابتْ فُلَانًا مِنَ الْجِنِّ لَمَّةٌ، وَهُوَ المسُّ والشيءُ الْقَلِيلُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

فَإِذَا وَذَلِكَ، يَا كُبَيْشةُ، لَمْ يَكُنْ ... إِلَّا كَلِمَّة حالِمٍ بخَيالٍ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فَإِذَا وَذَلِكَ مُبْتَدَأٌ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ الأَخفش وَلَمْ يَكُنْ خبرُه: وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِحَبَّابِ بْنِ عَمَّارٍ السُّحَيمي:

بَنو حَنيفة حَيٌّ حِينَ تُبْغِضُهم، ... كأنَّهم جِنَّةٌ أَوْ مَسَّهم لَمَمُ

واللَّامَّةُ: مَا تَخافه مِنْ مَسٍّ أَوْ فزَع. واللامَّة: الْعَيْنُ المُصيبة وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ، هُوَ مِنْ بَابِ دارِعٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اللامَّة مَا أَلمَّ بِكَ ونظَر إِلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. والعَين اللامَّة: الَّتِي تُصيب بِسُوءٍ. يُقَالُ: أُعِيذُه مِنْ كلِّ هامّةٍ ولامَّة. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَوِّذ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ

، وَفِي رِوَايَةٍ:


(٢). قوله: تلم الأحيان؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد تلمّ به بعض الأَحيان

<<  <  ج: ص:  >  >>