للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَوْرَة صَفْرَاءُ وَهِيَ تَنْهض عَلَى سَاقٍ وَتَطُولُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها، ... ونَأَتْ عَنِ الجَثْجاثِ والقَيْصُوم

وَقَالَ الشَّاعِرُ:

بلادٌ بِهَا القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى

أَبو زَيْدٍ: قَصَم رَاجِعًا وكصَمَ رَاجِعًا إِذَا رَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ وَلَمْ يُتِمَّ إِلَى حَيْثُ قصَد.

قصلم: التَّهْذِيبُ فَحل قِصْلامٌ عَضُوضٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ:

سِوَى زِجاجاتِ مُعِيدٍ قِصْلام

قَالَ: والمُعِيد الْفَحْلُ الَّذِي أَعاد الضِّراب فِي الإِبل مَرَّةً بعد أُخرى.

قضم: قَضِمَ الفرسُ يَقْضَمُ وخَضِمَ الإِنسانُ يَخْضَم، وَهُوَ كقَضْم الْفَرَسِ، والقَضْمُ بأَطراف الأَسنان والخَضْمُ بأَقصَى الأَضراس؛ وأَنشد لأَيمن بْنِ خُرَيْم الأَسدي يَذْكُرُ أَهْلَ الْعِرَاقِ حِينَ ظَهَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مُصْعَبٍ:

رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكْلَ خَضْماً، وَقَدْ رَضُوا ... أَخيراً مِنَ اكْلِ الخَضْمِ أَن يأْكلوا القَضْما

وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ

أَبي ذَرٍّ: اخْضَمُوا فَإِنَّا سنَقْضَمُ.

ابْنَ سِيدَهْ: القَضْمُ أَكل بأَطراف الأَسنان والأَضراس، وَقِيلَ: هُوَ أَكل الشَّيْءِ الْيَابِسِ، قَضِمَ يَقْضَم قَضْماً، والخَضْم: الأَكل بِجَمِيعِ الْفَمِ، وَقِيلَ: هُوَ أَكل الشَّيْءِ الرَّطْب، والقَضْمُ دُونَ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: يُبْلَغُ الخَضْم بالقَضْم أَي أَن الشَّبْعة قَدْ تُبْلَغ بالأَكل بأَطراف الْفَمِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الغايةَ الْبَعِيدَةَ قَدْ تُدْرَك بالرِّفق؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَها، ... وبالقَضْمِ حَتَّى تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ

وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ابْنُوا شَدِيداً وأَمِّلُوا بَعِيدًا واخْضَمُوا فَإِنَّا سنَقْضَم

؛ القَضْمُ: الأَكل بِأَطْرَافِ الأَسنان. وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذَرٍّ: تأْكلون خَضْماً ونأْكل قَضْماً.

وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: فأَخَذتِ السواكَ فقَضِمَتْه وطَيَّبَتْه

أَيْ مَضَغَتْه بأَسنانها ولَيَّنَتْه. والقَضِيم: شَعِيرُ الدَّابَّةِ. وقَضِمت الدابةُ شعيرَها، بِالْكَسْرِ، تَقْضَمُهُ قَضْماً: أَكَلَتْهُ. وأَقْضَمْته أَنَا إِيَّاهُ أَيْ عَلَفْتُهَا القضِيم. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَضْم أَكل دونٌ كَمَا تَقْضَمُ الدابةُ الشَّعِيرَ، وَاسْمُهُ القَضِيم، وَقَدْ أَقْضَمْته قَضِيماً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ قَضِمَ الرجلُ الدابةَ شعيرَها فيعدِّيه إِلَى مَفْعُولَيْنِ، كَمَا تَقُولُ كَسَا زَيْدٌ ثَوْبًا وَكَسَوْتُهُ ثَوْبًا؛ وَاسْتَعَارَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ القَضْمَ لِلنَّارِ فَقَالَ:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ وَالْغَارَا

والقَضِيمُ: مَا قَضِمتْه. وَمَا لِلْقَوْمِ قَضِيمٌ وقَضامٌ وقُضْمَة ومَقْضَمٌ أَيْ مَا يُقْضَمُ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ بِمَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ بلادَ مَقْضَم وَلَيْسَتْ بِبِلَادِ مَخْضَم. وَمَا ذُقْتُ قَضَاماً أَي شَيْئًا. وأَتتهم قَضِيمَة أَيْ مِيرة قَلِيلَةٌ. والقِضْمُ: مَا ادَّرَعَتْه الإِبل وَالْغَنَمُ مِنْ بَقِيَّةِ الحلْي. والقَضَمُ: انْصِدَاعٌ فِي السِّنِّ، وَقِيلَ: تَثَلُّمٌ وتَكسُّر فِي أَطراف الأَسنان وتفَلُّلٌ وَاسْوِدَادٌ، قَضِمَ قَضَماً، فَهُوَ قَضِمٌ وأَقْضَم، والأُنثى قَضْمَاء. وَقَدْ قَضِمَ فُوهُ إِذَا انْكَسَرَ، ونَقِدَ مِثْلَهُ. والقَضِم، بِكَسْرِ الضَّادِ: السَّيْفُ الَّذِي طَالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَتَكَسَّرَ حدُّه، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَسَيْفٌ قَضِمٌ طَالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَتَكَسَّرَ حَدُّه. وَفِي مَضَارِبِهِ قَضَم، بِالتَّحْرِيكِ، أَيْ تَكَسُّرٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ رَاشِدُ بْنُ شِهَابٍ الْيَشْكُرِيُّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>