للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإِنَّكُمُ، وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ، ... لكالدِّيباجِ مالَ بِهِ العَبَاءُ

والخُفُورُ: هُوَ الإِخْفارُ نفسُه مِنْ قِبَلِ المُخْفِر، مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ، عَلَى خَفَر يَخْفُر. شَمِرٌ: خَفَرَتْ ذِمَّةُ فُلَانٍ خُفُوراً إِذا لَمْ يُوفَ بِهَا وَلَمْ تَتِمَّ؛ وأَخْفَرَها الرجلُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

فَواعَدنِي وأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّي، ... وبِئْسَ خَليقَةُ المرءِ الخُفُورُ.

وَهَذَا مِنْ خَفَرَتْ ذِمَّتُه خُفُوراً. وخَفَرْتُ الرجلَ: أَجَرْتُه وحَفِظْتُه. وخَفَرْتُه إِذا كُنْتُ لَهُ خَفِيراً أَي حَامِيًا وَكَفِيلًا. وتَخَفَّرْتُ بِهِ إِذا اسْتَجَرْتُ به. والخِفارةُ [الخُفارةُ] بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: الذِّمام. وأَخْفَرْتُ الرَّجُلَ إِذا نَقَضْتَ عَهْدَهُ وَذِمَامَهُ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ للإِزالة أَي أَزلت خِفارَته [خُفارَته]، كأَشكيته إِذا أَزلت شَكْوَاهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ ظَلَمَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحداً فَقَدْ أَخْفَرَ اللَّهَ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

ذِمَّةَ اللَّهِ.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي خُفْرَةِ اللَّهِ

أَي فِي ذِمَّتِهِ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ:

الدُّمُوعُ خُفَرُ العُيون

؛ الخُفَرُ جَمْعُ خُفْرَةٍ، وَهِيَ الذِّمَّةُ أَي أَن الدُّمُوعَ الَّتِي تَجْرِي خَوْفًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تُجِيرُ الْعُيُونَ مِنَ النَّارِ؛ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

عَيْنانِ لَا تَمَسُّهُما النارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهُ تَعَالَى.

وَفِي حَدِيثِ

لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: حَيٌّ خَفِرٌ

أَي كَثِيرُ الْحَيَاءِ والخَفَرِ. والخَفَرُ، بِالْفَتْحِ: الْحَيَاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الإِعْراضِ [الأَعْراضِ]

أَي الْحَيَاءُ مِنْ كُلِّ مَا يُكْرَهُ لَهُنَّ أَن يَنْظُرْنَ إِليه، فأَضافت الخَفَر إِلى الإِعْراضِ [الأَعْراضِ] أَي الَّذِي تَسْتَعْمِلُهُ لأَجل الإِعراض؛ وَيُرْوَى: الأَعراض، بِالْفَتْحِ، جَمْعُ العِرْضِ أَي أَنهن يَسْتَحْيِينَ وَيَتَسَتَّرْنَ لأَجل أَعراضهن وَصَوْنِهَا. والخَافُورُ: نَبْتٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ نَبَاتٌ تَجْمَعُهُ النَّمْلُ فِي بُيُوتِهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

وأَتَت النملُ القُرَى بِعِيرِها، ... مِنْ حَسَكِ التَّلْعِ، وَمِنْ خافُورِها

خفتر: قَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلِ عَدِيٍّ:

وغُصْنَ عَلَى الخَفْتارِ، وَسْطَ جُنُودِه، ... وبَيَّتْنَ فِي لَذَّاتِه رَبَّ مارِدِ

قَالَ: الخَفْتَارُ مَلِكُ الحبشة.

خلر: الخُلَّرُ، مِثَالُ السُّكَّرِ، قِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ أَعجمي، قِيلَ: هُوَ الجُلْبانُ، وَقِيلَ: هُوَ الفُولُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخُلَّرُ الماشُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْحُبُوبِ الَّتِي تُقْتاتُ. وخُلَّار: مَوْضِعٌ يَكْثُرُ بِهِ الْعَسَلُ الْجَيِّدُ؛ وَمِنْهُ كِتَابُ الْحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّاله بِفَارِسَ: أَن ابْعَثْ إِليّ بِعَسَلٍ مِنْ عَسَلِ خُلَّار، مِنَ النَّحْلِ الأَبكار، مِنَ الدَّسْتِفْشارِ، الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ.

خمر: خامَرَ الشيءَ: قَارَبَهُ وَخَالَطَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ ... مِنْهَا، عَلَى عُدَواءِ الدَّارِ. تَسْقِيمُ

وَرَجُلٌ خَمِرٌ: خَالَطَهُ دَاءٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ... ويَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يأْتَمِرْ

وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي خَامَرَهُ الدَّاءُ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ؛ وأَنشد أَيضاً:

أَحار بْنَ عَمْرٍو كأَني خَمِرْ

أَي مُخامَرٌ؛ قَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ، قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>