للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شك أن اعتبار المستشرقين للإسلام على هذا النحو من أكبر ما يهدد وحدة المسلمين لتعد المناهج في فهم الإسلام وتناقضها وتعارضها، ومن المعلوم عقلًا وشرعًا أنه إذا وجد الاحتمال سقط الاستدلال (١)، وعندئذ تكون الأمة الإسلامية محطمة من داخلها كما قال (جيب): (إن الإرث الديني الإسلامي ليس مهددًا من الخارج بقدر ما هو مهدد من الداخل) (٢).

ب- إحياء مناهج الفرق الضالة وبعثها من جديد لتؤدي في واقع الأمة المعاصر مثل ما أدت في تاريخها الماضي، وهو ما عبر عنه أحد المفكرين المسلمين بقوله: (الاهتمام البالغ بمظاهر الانحرافات الدينية والثقافية التي ظهرت عبر التاريخ الإسلامي، والتي أدت في الماضي إلى تمزيق المسلمين فكرًا وواقعًا، وطعنت في وحدتهم العقيدية وانسجامهم الفكري، أي: إن المستشرقين في إطار مخططات السياسة الاستعمارية الغربية أرادوا نقل الصراع الفكري الدموي الميت من الماضي إلى الحاضر لإشغال المسلمين عن واقعهم والحيلولة دون الاجتماع على مبادئ الإسلام الفطرية القائمة على الوحي الإلهي) (٣).

ويرى هذا المفكر أن تلك الفرق الضالة في تاريخ نشأتها، والتي شكلت تيارات هدامة لوحدة الأمة الإسلامية من خوارج وشيعة وخرمية وقرامطة وحركة الزنج والباطنية بعامة (٤) كانوا في الحقيقة: (ملاحدة أو


(١) انظر: أبا الحسن علاء الدين بن اللحام: القواعد والفوائد الأصولية. . .: ص ٢٣٥، تحقيق: محمد حامد الفقي، الطبعة الأولى ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، عن دار الكتب العلميّة، بيروت.
(٢) الاتجاهات الحديثة في الإسلام: ص ١٦٤، ١٦٥، (مرجع سابق).
(٣) محسن عبد الحميد: أزمة المثقفين تجاه الإسلام في العصر الحديث: ص ٣٨، طبعة دار الصحوة. . .، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، القاهرة.
(٤) انظر: محسن عبد الحميد: تجديد الفكر الإسلامي: ص ١٣٦، عن دار الصحوة - القاهرة (بدون تاريخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>