وهو محبوس بدم العقيلي زارته في نسوة فلما خرجت تبعتها نفسه وانتبه فقال هذا الشعر". ثم مضى يفسر الألفاظ التي اشتمل عليها البيت من خلال وضعها في السياق لا من خلال كونها مفردة مجردة، سالكًا في ذلك سبيل الاختصار والإيجاز قال: "الركب أصحاب الإبل الواحد راكب، مصعد أصعد في الجبل ذهب، جنيب ومجنوب أي لزم الركب لا يبرحهم كأنه مجنوب إليهم، وجثمان كل شيء جسمه، موثق قد أوثق بقيد أو قد".
وهو هنا وفي مواضع كثيرة نراه لا يورد المعنى حيث يستغني عنه بما يفسر من ألفاظ ورأيناه في مواضع أخرى عديدة يكتفي بإيراد المعنى مستغنيًا به عن شرح الألفاظ وذلك عندما لا تشتمل الأبيات على الغريب، وذلك في مثل عمله في بيت يزيد بن الحكم الكلابي القائل:
دفعناكم بالقول حتى بطرتم وبالراح حتى كان دفع الأصابع
فقد أورد معناه دون حاجة إلى شرح ألفاظه قال: "يقول: نابذتمونا فلنا لكم، واستصلحناكم بالقول فأبيتم، فصرنا إلى دفعكم بالراح، يريد مسحناكم كما تمسح الدابة الشموس، ورفقنا بكم جهدنا ثم صرنا إلى معاناتكم إما بلكم وإما قتال بسلاح، وأضاف ذلك إلى الأصابع لأنها هي التي تضبط السلاح وتعلمه".
على أن هذا الشرح فيما يبدو بجانب ركونه إلى المنهج الاختصاري التسهيلي قد أضاف فوائد جمة من خلال المصادر التي اطلع عليها وبخاصة شرحي أبي رياش وأبي الندى، وتبدو هذه الفوائد في توضيح بعض القطع التي وردت غفلًا في الحماسة لأصحابها، وفي جملة من اللمحات النقدية التي جاءت في مواضع من