وعلى كل واحد منا بذل قصارى جهده لضمان النجاح على أفضل صورة ممكنة. إنني أعرف بأننا سنجابه العدو وأيدينا فارغة عمليا. وليس لدينا إلا الإيمان الذي يعمر قلوبنا. غير أن ما نعتمد عليه في هذه الليلة التاريخية هو إشعال الفتيل المفجر للثورة. وإنني على ثقة تامة بأن الشعب الجزائري بكامله، سيتبع مسيرتنا على هذا الدرب. ويحمل كل فرد منا في شخصه الآن، وفي هذه اللحظة بالذات قسما كبيرا من المسؤولية عن نجاح الهجوم ضد الأهداف المحددة. وجمع الأسلحة المتوافرة لدى العدو. إنني أثق بكم وبشجاعتكم وتصميمكم. انطلقوا، واضربوا العدو بقوة، ودون أدنى رحمة أو شفقة. وعودوا ظافرين. ذلك لأن الله مع المجاهدين، ومع القضية العادلة. الله أكبر!).
ما إن فرغ (لغرور) من إلقاء كلمته المثيرة والصادقة، حتى أصدر أمره إلى الزمرة المكلفة بقطع الاتصالات الهاتفية وعزل المدينة بالتوجه الى (خنشلة). ثم تبعتها الزمرة المكلفة بالصاق بياني جبهة التحرير وجيش التحرير على كل منازل خنشلة. وتتابع انطلاق الزمر إلى اهدافها، ولم تبق إلا زمرة من ثلاثة رجال واجبها حماية قاعدة الانطلاق. ووصلت إلى أسماع أفراد هذه الزمرة في الساعة (١١) من صباح الفاتح من تشرين الثاني - نوفمبر - أصوات الانفجارات الأولى. لقد انطلقت شرارة الثورة. وأثناء ذلك، كان أفراد هذه الزمرة يعملون على نقل ما لديهم من الاعتدة والتجهيزات، حتى إذا ما أزفت الساعة الثانية صباحا، بدأ المجاهدون المغاوير بالعودة إلى قاعدة تجمعهم، واحدا بعد