(١٣) سفينة حربية غادرت الجزائر. في شهر أيلول (سبتمبر) ١٥٣٩. ووصلت هذه القوة الموانىء الجنوبية الأندلسية، وقامت بالإنزال وأغارت على جبل طارق، فاحتلت البلدة، واستولت على ما فيها من غنائم، وأوغلت في الإقليم وهي تصادر ما يقع تحت أيدي المجاهدين وتختار من الإسبانيين جماعات الأسرى والسبايا لبيعهم في المدن المغربية الجنوبية (تطوان خاصة) ثم تعود للميدان.
وعندما تمت العملية وقفل (محمد حسن) راجعا إلى مدينة الجزائر، اصطدم بقوة بحرية إسبانية ضخمة يتولى قيادتها (الأميرال برنارد دي موندوزا) ووقعت معركة ضارية بين القوتين أسفرت عن غرق عدد من سفن الجانيين. وتمكنت القوات الإسبانية من تحرير سبعمائة من الجذافين النصارى الذين كانوا يعملون أسرى فوق السفن الجزائرية. لكن خسائر الإسبان خلال هذه المعركة كانت كبيرة جدا زاد عدد القتل فيها على ثمانمائة قتيل.
وأتم شارلكان استعداداته لحملته الحربية البحرية الكبرى ضد الجزائر. وضم جيشه أفضل المقاتلين والنبلاء من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى المتطوعين، وأيضا إلى الجيش الذي أرسله البابا بقيادة حفيده (كولونا). كما أرسلت رهبنة مالطا (١٤٠) فارسا و (٤٠٠) مقاتلا من المشاة. وأصبح هذا الجيش يضم (٢٤) ألف مقاتل من المشاة - الراجلين و (ألفي) فارس. أما الأسطول فكان يشتمل على (٤٥٠) سفينة نقل ضخمة و (٦٥) سفينة حربية كبرى.
وبلغ مجموع عدد أفراد البحارة (١٢) ألف رجل، وتولى (أندريا دوريا) قيادة القوة البحرية في حين تولى (شارلكان) بنفسه قيادة الحملة.