وكان معه ولداه (محمد وسليم) وسفير فرنسا في إستامبول (مسيو دولانوي) وفي الوقت ذاته قام (خير الدين باشا) بإنزال قواته في ميناء أوترنته بجنوب إيطاليا، استعدادا لمهاجمتها من جهة الجنوب، بينما يهاجمها السلطان سليمان من جهة الشرق، وملك فرنسا من جهة الغرب، لكن ملك فرنسا أحجم عن التقدم استجابة للرأي العام المسيحي، وأدى ذلك إلى فشل المشروع، وانتهى الأمر بتوقيع هدنة بين ملك فرنسا وبين الإمبراطور (شارلكان)، ووقعا على معاهدة الصلح في (نيس) سنة ١٥٣٨ بعد أن مارس البابا (بولس الثالث) نفوذه القوي من أجل المحافظة على الوحدة المسيحية، وصدا للتقدم الإسلامي في بلاد إيطاليا.
فتحت معاهدة (نيس) المجال الواسع أمام (شارلكان) لإعداد حملته الضخمة ضد الجزائر، لا سيما وأن ملك فرنسا تعهد لشارلكان بأنه لن يحاربه ولن يقوم بأي عمل ضده، أثناء محاربته وتحطيمه لسلطان المسلمين في مدينة الجزائر، ففرنسا والبابا وكل البلاد المسيحية كانت مشتركة في الحملة العظمى على مدينة الجزائر.
كان نائب خير الدين في ولاية الجزائر (محمد حسن) يتابع جهوده لإعادة تنظيم البلاد. وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار فيها، وحشد القوى والوسائط لتطوير الصراع ومجابهة الاحتمالات المختلفة، غير أن ذلك لم يصرفه عن متابعة الجهاد في سبيل الله في البحر. وقاد مجموعة من العمليات كان من أبرزها إغارته على جبل طارق ومعركته البحرية ضد قوة من الأسطول الإسباني.