الجزائري. وأجبر مرشحو الحركة، الإدارة الإفرنسية، من الناحية الإيجابية، على استحدام القوة لإسقاطهم في الانتخابات، واتسعت عضوية الحزب في الجزائر. وخلقت الظروف المناسبة لتحقيق وحدة جميع الوطنيين في البلاد. أما من الناحية السلبية، فقد كلفت الحملات الانتخابية الحزب ثمنا باهظا في الغرامات والاعتقالات، وكانت هناك حالات من الافقار للانضباط الحربي بين بعض الممثلين. وقد أسهمت جهود القمع الاستعمارية على اتساع الحزب وزيادة نشاطه وتثقيف مناضليه، وتكوين تنظيم الملاك الحزبي - السري -.
قسمت اللجنة المركزية نشاطها في ست سنوات إلى ثلاث فترات، فترة الهجوم التي تشمل عامي (١٩٤٧ و١٩٤٨) وهي الفترة التي قدم فيها الحزب برنامجه لإنشاء جمعية تأسيسية ذات سيادة. وفترة الدفاع من آذار (مارس) ١٩٤٨ إلى كانون الثاني (يناير) عام ١٩٥٠ وفترة النقاهة من عام ١٩٥٠ إلى عام ١٩٥٣. وقد مر الحزب في الفترة الدفاعية بأزمتين عنيفتين استطاع اجتيازهما بنجاح وهما:
١ - أزمة البربر.
٢ - قضية الأمين دباغين.
وقد أطلقت اللجنة المركزية على حركة البربر، اسم:(الانحراف الطائفي ذي الطبيعة العنصرية والشيوعية) وحذرت من أن تظل هذه المشكلة (ورقة رابحة في يد الاستعمار طالما أنها قائمة وموجودة) وتختفي وراء هذا التعبير الماركسي مشكلة أكثر عمقا وأهمية، وهي مشكلة التباين العرقي بين العرب والبربر في الجزائر والتي خلقها الاستعمار الإفرنسي