للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجزائر المستوطنين الغلاة، تصفقان لهذا النزاع بين الأشقاء. ولم يكن يخطر في بالهما أن الأزمة ستعجل سير التاريخ، وذلك أن هذا النزاع هو الذي أدى إلى قيام (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) فقد جلب معه دواءه الذي ظهر في زمن وجيز أنه قوي بقدر ما هو منقذ) (*).

وعلى كل حال، قررت الحكومة الإفرنسية في سنة ١٩٥٢ نقل (مصالي الحاج) نهائيا من الجزائر ووضعه تحت الإقامة الإجبارية في (نيورت) بفرنسا، غير أن هذا الإجراء لم يؤثر على نشاط الحركة التي تمكنت من عقد مؤتمرها الثاني - المؤتمر العام - في نيسان (أبريل) ١٩٥٣. وكان هذا المؤتمر هو الأول بعد المؤتمر التأسيسي الذي عقد في العام ١٩٤٧. وأظهرت المناقشات التي جرت في المؤتمر وجود خلافات عميقة في صفوف الحزب، حول الشؤون المتعلقة بتنظيم الحركة وعقيدتها، بالإضافة إلى بروز الصراع الشخصي. وقد أعلن (أحمد مزغنة) في خطاب الافتتاح، الذي رحب فيه بالأعضاء، أن الحركة تنتقل الآن من مرحلة الإثارة إلى مرحلة التنظيم والتعليم الحزبي، ثم دعا الحزب إلى حشد (قوى جديدة) في الداخل، وإلى مضاعفة جهوده، في الخارج. وأكد (مصالي الحاج) في الرسالة التي بعث بها إلى المؤتمر، بصورة خاصة، على الوضع الدولي، فكتب يقول: (أن الاستعمار الإفرنسي وهو يحتضر الآن على فراش الموت، قد تلقى دعما جديدا من الولايات


(*) ليل الاستعمار (فرحات عباس) ص٢٨٧ - ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>