للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي بين قريش والأنصار. وذكر المقريزى (١)، وابن حزم (٢)، والديار بكري (٣)، أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتب كتاباً وادع فيه اليهود، ذكر بعضهم بنى قينقاع، والنضير، وقريظة، إلى آخر ما ذكر، والآخر ذكر يهود فقط.

وقد ورد أثرٌ يؤكد موادعته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لليهود، وكتابته ذلك معهم، في قصة بني النضير لما غدروا يقول:

«... صبحهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالكتائب، فحصرهم يومه، ثم غدا على بنى قريظة، فحاصرهم، فعاهدوه، فانصرف عنهم إلى بنى النضير، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء ... (٤)» وليس معنى ذلك أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لم يكن عاهد بنى قريظة، بل كان بينه وبينهم كتاب، فلما انشغل ببني عمومتهم، - يهود بني النضير - خشي غدرهم، فحاصرهم، فأكدوا له بقاءهم على ما كانوا عليه من العهد، فكان ذلك توكيداً.

وأما ما كان من سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، التي تؤيد فقرات في الوثيقة، فقد روى منها البخاري (٥)


(١) المقريزي، إمتاع الأسماع، (١/ ٤٩)، أحمد بن على بن عبد القادر، أبو العباس الحسينى العبيدى، تقى الدين المقريزى، مؤرخ الديار المصرية أصلة من بعلبك ونسبتة إلى حاره المقارزة ولد بالقاهرة سنة ٧٦٦ هـ، ونشأ بها ومات بها سنة ٨٤٥ هـ، وولى فيها الحسبة والإمامة والخطابة مرات، انظر الأعلام للزركلى (١/ ١٧٧).
(٢) ابن حزم، جوامع السيرة ص ٩٥، وه على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى، عالم الأندلس في عصره، ولد بقرطبة سنة ٣٨٤ هـ، زكانت له ولأبيه من قبلة رياسة الوزاره فزهد فيها وانصرف إلى العلم، انتقد كثير من العلماء فحذروا منه السلاطين فأقصوه إلى بادية ليلة من بلاد الأندلس فتوفى فيها سنة ٤٥٦ هـ، انظر الأعلام للزركلى (٤/ ٢٥٤).
(٣) الديار بكرى تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس (١/ ٣٥٣)، وهو حسين بن محمد بن الحسن، مؤرخ، نسبته إلى ديار بكر، ولى قضاء مكة وتوفى بها حوالى سنة ٩٦٦ هـ، له تاريخ الخميس أجمل به السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء والملوك، انظر الأعلام للزركلى (٢/ ٢٥٦).
(٤) ابن مردويه، ذكره ابن حجر، في فتح الباري، كتاب المغازي، حديث بني النضير وقال: إسناده صحيح، (١٥/ ٢٠٢). وأخرجه عبد الرازق في المصنف (٥/ ٣٥٩ - ٣٦٠)، وأبو داود في سننه (٢٦١٠) مطولاً. والبيهقي في الدلائل (٣/ ١٩٨).
(٥) البخاري، (٣٠٤٦)، مع فتح الباري (١٢/ ١٣٧).

<<  <   >  >>