وتابعه معاوية بن هشام على قوله:(عن أبيه)، إلا أنه قال فيه:((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ))، فأَتى بالصوابِ عن عائشةَ" (العلل ٩/ ١٤٦).
قلنا: وإبراهيم بن هراسة الشيباني متروكٌ متهمٌ بالكذبِ، ينظر ترجمته في (لسان الميزان ٣٣٩).
وقال الدارقطنيُّ أيضًا: "ورواه الثوري، عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقال معاوية بن هشام: عن الثوري، عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة، وقول الثوري أشبه بالصواب" (العلل ٩/ ٢٠٠/ ٣٩٤٧).
وقال البيهقيُّ: "ورواه معاوية بن هشام، وليس بالقوي، عن سفيان، عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة، واختلف عليه في متنه فقيل عنه: في قُبلةِ الصَّائمِ. وقيل عنه: في تركِ الوضوءِ منها" (معرفة السنن والآثار ١/ ٣٧٩).
وأشارَ لذلك أيضًا أبو داود، حيث قال -عقب الطريق السابق-: ((هو مرسلٌ؛ إبراهيمُ التيميُّ لم يسمعْ من عائشةَ. كذا رواه الفريابيُّ وغيرُهُ)).
قال صاحب (عون المعبود ١/ ٢٠٨): "وغرض المؤلف من إيراد هذه الجملة -يعني قوله (كذا رواه الفريابي وغيره) - أن أكثرَ الحفاظِ من أصحابِ الثوريِّ كيحيى بنِ سعيدٍ القطانِ، وعبدِ الرحمنِ بنِ مهديٍّ، ومحمدِ بنِ يوسفَ الفريابيِّ، ووكيعٍ وغيرهم، رووه هكذا عن سفيانَ مرسلًا غير موصول وفيه تعريضٌ على مَن وصله من بعضِ أصحابِ الثوريِّ، كمعاويةَ بنِ هشامٍ".
وقال الحافظُ ابنُ حَجرٍ: "رواه الدارقطنيُّ من وجهٍ آخرَ عن الثوريِّ فقال