للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رواية عائشة، ولا نعلمُه يُروى عن عائشة إلا من حديث حبيب عن عُرْوةَ، ومن حديث عبد الكريم عن عطاء عن عائشة".

وقال البزارُ -في موضع آخر-: "وهذا الحديثُ إسنادُهُ حسنٌ، وهو معروفٌ من حديث عبد الكريم، ومحمد بن موسى ليس به بأس، قد احتملَ حديثَه أهلُ العلمِ، ولا نعلمُ فيه مطعنًا يوجب التوقف عن حديثه، وسائر الرجال يستغنى بشهرتهم عن صفاتهم، وإسماعيل بن صبيح رجل ثقة مشهور، وقد رواه خطاب بن القاسم قاضي حران، وكان مشهورًا أيضًا عن عبد الكريم" (شرح ابن ماجه ٢/ ٨٥، ٨٦).

وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: ((إسنادٌ جيدٌ)) (شرح العمدة ١/ ٣١٤، ٣١٥).

وقال الحافظُ: "رجاله ثقات" (الدراية ١/ ٤٥).

قلنا: ولكن هذا الطريق غير محفوظ كذلك، فقد أعلَّهُ ابنُ مَعِينٍ، وابنُ عَدِيٍّ، وغيرُهُما:

قال يحيى بنُ مَعِينٍ: "حديثُ عبدِ الكريمِ عن عطاءٍ رديءٌ".

أسندَهُ ابنُ عَدِيٍّ عنه، ثم قال -عقبه-: "وهذا الحديثُ الذي ذكره يحيى بنُ مَعِينٍ عن عبد الكريم عن عطاء، هو ما رواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُهَا وَلَا يُحْدِثُ وُضُوءًا))، إنما أراد ابنُ مَعِينٍ هذا الحديث؛ لأنه ليس بمحفوظ، ... " (الكامل ٨/ ٤٥٨).

وتبعه الذهبيُّ، فقال -بعد أن نقلَ كلامه-: ((هذا غريبٌ فردٌ، وليسَ هو بمحفوظٍ)) (السير ٦/ ٨٣).

ولم يرتضِ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ هذه العلةَ؛ فقال: "وموسى بن أعين هذا ثقة