يوسف الكِنْدي تُوفي سنة أربعين ومائة. فبين وفاتيهما أكثر من مائة عام، وهو من الطبقة الخامسة طبقة صغار التابعين، فبذلك لم يدركها. ومحمد بن يوسف القرشي من الطبقة السادسة الذين عاصروا صغار التابعين؛ فهو أبعد من إدراكها.
قلنا: ومع هذا الاختلاف على محمد بن يوسف في إسنادِهِ فقد خُولِفَ، كما ذكر النسائيُّ في (السنن الكبرى/ عقب حديث ٤٨٨٢) فقال: ((خالفه زيد بن أسلم)).
ثم أسندَ عن قتيبةَ بنِ سعيدٍ قال: عن مالكٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
قلنا: وهذا أرجحُ من طريقِ ابنِ يوسفَ؛ لعدم الاختلاف على زيدٍ في إسنادِهِ، بينما اختُلفَ على محمد بن يوسف، كما تقدَّمَ.
ولذا اعتمدَ البخاريُّ ومسلمٌ في (صحيحيهما) روايةَ زيدِ بنِ أسلمَ؛ فأخرجه البخاريُّ في (صحيحه ٢٠٧)، ومسلم (٣٥٤) من طريق مالك عن زيد بن أسلم، به. كما أورده النسائيُّ.
قلنا: وحديثُ أبي هريرةَ قد صَحَّ من غيرِ هذا الوجهِ كما تقدَّم.
وأما حديثُ ابنِ عباسٍ، فقد رواه الشيخان: البخاري (٣٠٧)، ومسلم (٣٥٤/ ٩١) كما سيأتي قريبًا تحت ((باب ترك الوضوء مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ)).