أنه كان رجلًا صالحًا بصيرًا بالحديثِ والرأي (تاريخ بغداد ١١/ ٥٣١)، وَتَبِعَهُ الذهبيُّ في (تاريخ الإسلام ١٤/ ٢٣٠).
والمحفوظُ عن أبي هريرةَ في هذا الحديثِ إنما هو من قولِهِ صلى الله عليه وسلم، كما سبقَ من روايةِ الأعمشِ، وأما فِعله صلى الله عليه وسلم في البدءِ باليمينِ في الوضوءِ، فقد صَحَّ عن عائشةَ رضي الله عنها أنها قالت:((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ))، متفق عليه، وقد تقدَّم.
وكذلك ثبتَ عن غيرِ واحدٍ منَ الصحابةِ الذين نَقَلوا صفةَ وُضُوئِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يبدأُ بالعضوِ الأيمنِ ثُمَّ الأيسر، كما في حديثِ ابنِ عباسٍ عند البخاريِّ (١٤٠) وغيرِهِ، وأيضًا في حديثِ عثمانَ عندَ البخاريِّ (١٩٣٤) وغيرِهِ كذلك.
قال ابنُ المنذرِ:"وقد ثبتتِ الأخبارُ عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه بدأَ فَغَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى ثم اليُسْرَى في وُضُوئِهِ، وكذلك يفعلُ المتوضئُ إذا أرادَ اتِّباعَ السُّنَّة"(الأوسط ٢/ ٣١).