وقد اختُلف على ابنِ سيرين في إسنادِهِ على أوجه، منها: إدخال واسطة مبهمة بينه وبين عمرو، ولهذا توقف في تصحيحه ابنُ خُزَيْمةَ وغيره.
ومنها: ما رواه بعض أصحاب ابن عَوْن، عن محمد عن عَمرو بن وَهْب، عن رجل، عن آخر، عن المغيرة. وقيل لأبي زُرْعةَ الرَّازيّ: أيهما الصحيح؟ قال:"عمرو عن رجل عن آخر عن المغيرة"(علل ابن أبي حاتم ١٠).
ولكن الأرجح - لدينا - هو رواية الجماعة الثِّقات الأثبات عنِ ابنِ سيرين، عن عَمرو بن وَهْب الثقفي، عن المغيرة، بدون واسطة بينهم، وقد صرح كل منهما بالسماعِ من شيخه من وجوه. وهو ما رجَّحه الدَّارَقُطنيُّ، وسيأتي بيانه مفصلًا في الرواياتِ التالية.
وعَمرو بن وَهْب الثقفي؛ وثَّقه النَّسائيُّ وابنُ سعدٍ والعِجْليُّ وابنُ حِبَّانَ. (تهذيب التهذيب ٨/ ١١٧). واعتمده الحافظ في (التقريب ٥١٣٥). ولكن تفرد بالرواية عنه ابن سيرين؛ ولهذا ذكره الذَّهَبيُّ في (الميزان ٦٤٧١) فقال: "عن المغيرة. تفرَّد عنه ابن سيرين، إلا أن النَّسائيَّ وَثَّقَهُ". وقال في (الكاشف ٤٢٤٩) - مُلَيِّنًا توثيقَه -: "وُثِّقَ".
فلقائل أن يقول: إن مثله لا يتحمل قَبول روايته، وقد خالفه جماعة منَ الثِّقاتِ المشاهير عن المغيرة بدون ذكر المسح على الناصية والعمامة.
وقد قال العُقَيليُّ:"الرواية في مسح العمامة فيها لِينٌ، ما فيها شيء ثابت"(الضُّعفاء ٤/ ١٦).
[تنبيه]:
قال ابنُ الجَوزيِّ:"حديث المغيرة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته ومسح على العمامة وقد سبقَ بإسنادِهِ، وهو متفق عليه"(التحقيق ١/ ١٥٦).