الأولى: إسماعيلُ بنُ شَيْبةَ -وقيلَ: ابنُ شَبِيبٍ-، هو إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ شَيْبةَ الطائفيُّ، منكَرُ الحديثِ، قاله النَّسائيُّ وغيرُهُ، وقال العُقَيليُّ:"أحاديثُه مناكيرُ، ليس منها شيءٌ محفوظٌ"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"أحاديثُه عنِ ابنِ جُرَيجٍ فيها نظر"، (الضُّعفاء ١/ ٢٣٩)، (الكامل ٢/ ١٢٥)، و (الميزان ١/ ٢١٤، ٢٣٣)، و (اللسان ١١٧٨).
ووهِمَ ابنُ حِبَّانَ فذكره في (الثِّقات ٨/ ٩٣)، وقال:"يُتَّقَى حديثُه من روايةِ قُدَامةَ عنه"! ! .
والحديثُ من روايةِ قُدَامةَ عنه، ولكن حمْلُه على قُدَامةَ فيه نظرٌ؛ فقُدَامةُ أفضل حالًا منه كما سيأتي.
الثانية: قُدَامةُ بنُ محمدٍ، مختلَفٌ فيه، فقال البَزَّارُ وأبو حاتم:"ليس به بأس"، وقال أبو زُرْعةَ:"لا بأس به"(الجرح ٧/ ١٢٩)، (البحر الزخار ١١/ ٣٥٨).
وخالَفَ ابنُ حِبَّانَ، فقال:"يروي عن أبيه ومَخْرَمةَ بنِ بُكَير ... المقلوبات التي لا يشارَك فيها ... لا يجوزُ الاحتجاجُ به إذا انفردَ"(المجروجين ٢/ ٢٢٢).
وذكره ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل ٨/ ٦٤٢)، ورَوَى له عِدَّةَ أحاديثَ عنِ ابنِ شَيْبةَ، ثُمَّ قال:"ولقُدَامةَ عن إسماعيلَ عنِ ابنِ جُرَيجٍ غيرُ ما ذكرتُ من الحديثِ، وكل هذه الأحاديث في هذا الإسنادِ غير محفوظةٍ".
ولذا قال فيه ابنُ حَجَر:"صدوقٌ يخطئُ"(التقريب ٥٥٢٩).