ولذا اعتمدَ الخطيبُ الوجهين، وحمل على أبي قَطَن وشبابة معًا، فقال:"وَهِم أبو قَطَن عمرو بن الهيثم القطعي، وشبابة بن سَوَّار الفزاري- في روايتهما هذا الحديث عن شعبةَ على ما سُقْنَاهُ؛ وذلك أن قولَهُ:((أَسْبِغُوا الوُضُوءَ)) كلام أبي هريرة، وقوله:«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبو داود الطيالسي، ووهب بن جرير بن حازم، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد، ومحمد بن جعفر غندر، وهشيم بن بشير، ويزيد زريع، والنضر بن شميل، ووكيع بن الجراح، وعيسى بن يونس، ومعاذ بن معاذ. كلهم عن شعبة، وجعلوا الكلام الأول من قول أبي هريرة، والكلام الثاني مرفوعًا"(الفصل للوصل ١/ ١٥٩ - ١٦٠).
وتابعه على ذلك العراقيُّ في (التقييد والإيضاح صـ ١٢٨)، والحافظُ في (النكت ٢/ ٨٢٤)، والسخاويُّ في (فتح المغيث ١/ ٣٠٠)، والسيوطيُّ في (تدريب الراوي ١/ ٣١٧)، وغيرُهُم.
قلنا: والحديثُ بفقرتيه صَحَّ مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه مسلمٌ وغيرُهُ كما تَقَدَّمَ في باب (الأمر بإسباغ الوضوء)، وسيأتي قريبًا في الباب.