ولذا قال شُعبةُ عن هذا الخبر:"باطل"؛ فقد أخرج ابنُ المقرئ من طريق عُمر بن حبيب قال: قلتُ لشُعْبةَ: ثنا الحسن بن عُمَارة، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال:((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ))؟ ، قال:"كذِبٌ والله، هذا الباطلُ، واللهِ هذا الباطلُ، كذِبٌ والله. قال: قلت له: فإن سُفْيان حدثنا عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَه. قال: فقال: أَوِّهْ أَوِّهْ"(معجم ابن المقرئ ٩١٩).
وقال ابن خُزَيمة- عَقِبَ الحديث-: "وأنا بريءٌ من عُهدة عاصم؛ سمْعتُ محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عُبيد الله ليس عليه قياسٌ. وسمِعتُ مسلم بن حَجَّاج يقول: سألْنا يحيى بنَ مَعين، فقلْنا: عبدُ الله بن محمد بن عَقِيل أحبُّ إليك أم عاصم بن عُبيد الله؟ قال: لست أُحبُّ واحدًا منهما". ثم قال ابن خُزَيمة- معتذرًا عن الإخراج له في "الصحيح"-: "كنتُ لا أخرج حديثَ عاصم بن عُبيد الله في هذا الكتاب، ثم نظرتُ، فإذا شُعْبةُ والثَّوْريُّ قد رَوَيا عنه، ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مَهْدي، وهما إماما أهلِ زمانِهما، قد رَوَيا عن الثَّوْري عنه، وقد روَى عنه مالكٌ خبرًا في غير الموطأ"(الصحيح ٢٠٩١).
قال ابن حَجَر:"وقد أبدَى الإمام أبو بكر بن خُزَيمة عذْرَ مَن صحَّح هذا الحديثَ"(التغليق ٣/ ١٥٩).
وأخرجه العُقَيلي في ترجمة عاصم من (الضعفاء) بعد أن ذكر تضعيفَه عن عدد من أهل العلم، ثم قال: "ولا يُروَى بغير هذا الإسناد إلا بإسناد ليِّنٍ، والأسانيدُ الجِيادُ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ