وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل جعفر بن برقان، فهو وإِنْ كان ثقة، إلَّا أنَّه ضعيف في الزُّهري خاصة. قال يحيى بن معين:((جعفر بن برقان ثقة فيما روى عن غير الزُّهري، وأما ما روى عن الزُّهري فهو ضعيف، وكان أُميًّا لا يكتب، وليس هو مستقيم الحديث عن الزُّهري، وهو في غير الزُّهري أصح حديثًا)) (سؤالات ابن الجنيد ٤٦١). وقال أحمد:((إذا حدَّث عن غير الزُّهري فلا بأس، في حديثه عن الزُّهري يخطئ)) (العلل - رواية عبد الله ٤٣٩٥). وكذا قال ابن عدي والدارقطني وغير واحد. انظر:(تهذيب الكمال ٥/ ١٣ - ١٨).
وبهذا أعلَّه النسائي، فقال - عقبه -: ((جعفر بن برقان في الزُّهري ضعيف، وفي غيره لا بأس به)).
فإن قيل: قد توبع عليه، فقد رواه الطبراني في (المعجم الكبير ٥٥٧٩) عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، ثنا محمد بن [عزيز الأيلي](١)، ثنا سلامة بن روح، عن عقيل، أخبرني محمد بن مسلم بن شهاب أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، أخبره، أن عامر بن ربيعة أخبره، فذكره.
قلنا: هذه متابعة لا يفرح بها؛ فإسنادها ضعيف جدًّا؛ ففيه محمد بن عزيز الأيلي، قال عنه الحافظ:((فيه ضعف، وقد تَكلَّموا فى صحة سماعه من عمه سلامة)) (التقريب ٦١٣٩).
وسلامة بن روح، وإن قوَّاه بعضهم، فقد قال عنه أبو حاتم: ((ليس
(١) كذا في النسخة الخطية لمعجم الطبراني الكبير (ق ٨١/ ب)، وتحرَّف في المطبوع إلى: (محمد بن علي الأبلي)، وهو تحريف قبيح جدًّا، مع وضوحه في الأصل.