وقال الحافظ ابن حَجَر:"صدوق فيه لِينٌ"(التقريب ٧٣٧).
وقال المُعَلِّمي اليَمَاني- متعقِّبًا الهَيْثَميَّ في تحسين حديثٍ تفرَّد به أبو بِشْر هذا-: "والمُزَلّق، قال فيه جماعة من الذين أخذوا عنه وليسوا من أهل الجرح والتعديل (كان ثقةً)، يريدون: أنه كان صالحًا خيِّرًا فاضلًا، أمَّا الأئمة: فقال أبو زُرْعة: (ليس بالقوي)، وهو مُقِلٌّ جدًّا من الحديث، فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك تفرَّد بهذا عن ثابت عن أنس ... فلا أراه يستقيم الحُكْم بحُسنه"(حاشية الفوائد المجموعة ص ٢٤٥).
قلنا: وهذا ما نراه صوابًا؛ فإن تفرُّد مثْلِ هذا الراوي بهذه المتون الغريبة، التي لا يتابَع عليها، فيه شاهدٌ على صحة قول أبي زُرْعة، ومن ذلك حديثُنا هذا، فقد تقدَّم أصلُه من غير ما وجه، وليس في حديث واحد منهم ذِكرُ الإناء، والطِّيب، وكذا الخلاء والاستنجاء، إلا من وجه شاذ، كما تقدَّم بيانُه في حديث عائشة.
ومع هذا رمز لحسنه السُّيوطيُّ في (الجامع الصغير ٦٩٦٣)، فلم يُصِب.
وأما الشيخ الألباني فضعَّف سندَه في (الضعيفة ٤٢٦٢)، لكن قال:"أبو بِشْر هذا أظنُّه الذي في الجرح والتعديل: أبو بِشْر صاحب القُرِّي"!.
قلنا: وليس كما قال؛ فصاحبُ حديثِنا هو أبو بشر المُزَلّق بصريٌّ، أما أبو بِشْر صاحب القُرِّي فشاميٌّ صاحب أبي الزَّاهِرِية، وقد فرَّق بينهما ابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل)؛ فترجم للمُزَلّق (٢/ ٣٨٣)، وترجم للآخَر (٩/ ٣٤٧). وكذا فرَّق بينهما كلُّ مَن ترجم لهما.