ولم يتنبَّهْ لذلك العلامةُ الألباني، فقال معلِّقًا على رواية ابن سِنان:"صحيح الإسناد، والذي قبلَه أصحُّ"(صحيح سنن النَّسائي ١٦٢٢).
[تنبيهات]:
الأول: تحرَّف اسمُ شيخِ النَّسائي في أكثر طبعات السُّنَن إلى "عُبيد الله بن سعيد"، حتى إن الأثيوبيَّ زعم في شرحه بأنه أبو قُدامةَ السَّرَخْسي! والصواب أنه أبو سعيد الأَشَجُّ، واسمه "عبد الله بن سعيد"، وهكذا جاء في طبعة ابن الجوزي، والمكنز (١٦٣٤)، وفي (التحفة ٣/ ٣٧)، وجاء في حاشيتها:"كذا في جميع الأصول، وفي المتون المطبوعة (عبيد) " اهـ.
قلنا: وافق ما في التحفة طبعتان، ثم إن الأَشَجَّ هو المعروفُ في تلاميذ إسحاقَ بن سُلَيمان، وكلُّ مَن روَى الحديثَ رواه مِن طريقه.
الثاني: ذكر المِزِّي في (التحفة) أن النَّسائي رواه "عن عبد الله بن سعيد عن إسحاقَ بن سُلَيمانَ، وعن أحمدَ بن سُلَيمانَ عن عُبيد الله بن موسى عن إسرائيل، كلاهما عن أبي حَصِين، عنه-يعني: شَقيقًا- عن حُذيفةَ"، وهذه السياقة خطأٌ من وجهين، وقد تعقَّبه ابن حَجَر في النُّكَت قائلًا:"سقط بين إسحاقَ بن سُلَيمانَ وأبي حَصِين رجلٌ، وهو ثابتٌ عند (س) وهو أبو سِنان، وسقط ذِكر حُذيفةَ عند (س) من رواية إسرائيلَ وحدَه".
الثالث: ذكر ابن حَجَر في (التلخيص ١/ ١٠٤) أن الحديث بهذا اللفظ قد رواه الطبراني، ولا نراه إلا سبْقَ قلمٍ من الحافظ؛ إذ كيف يُهمِل عزوَه للنسائي ويَذكر الطبرانيَّ وحدَه؟ ! ثم إن ابنَ المُلَقِّن شيخَه عزاه في (البدر المنير ١/ ٧٠٦) إلى النَّسائي، وكتابُ الحافظ يعتبَر تلخيصًا لكتاب