(٢) لكن ما ذكروه عن علي بن المديني وأبي داود، لم نقف عليه في شيء من مظانه، ولا نقله عنهم أحد من أئمة الحديث المعتنون بذلك، ولذا تعقب قول المرغيناني في نقله تضعيف أبي داود، غير واحد من أهل العلم؛ فقال مغلطاي: ((لم أرَ ما قاله في كتابه قطُّ)) (شرح سنن ابن ماجه ٢/ ١٤٢). وقال الزيلعي: ((وقول صاحب الكتاب: (وما رواه الشافعي ضعَّفه أبو داود)، هذا غير صحيح، فإن أبا داود روى حديث القلتين وسكت عنه، فهو صحيح عنده على عادته في ذلك، ثم أردفه بكلام دلَّ على تصحيحه له، وتضعيفه لمذهب مخالفه)) (نصب الراية ١/ ١١٤). وقال ابن أبي العز الحنفي: ((نسبة التضعيف إلى أبي داود فيه نظر؛ قال السروجي: فقد خرَّجه أبو داود في سننه ولم يَتكلَّم فيه بشيء)) (التنبيه على مشكلات الهداية ١/ ٣٢٨). وقال ابن حجر: ((ولم نجد هذا عند أبي داود بل أخرج حديث القلتين وسكت عليه في جميع الطرق عنه، ولم يقع منه فيه طعن في سؤالات الآجري ولا غيرها ... )) (الدراية ١/ ٥٧). وقال المناوي: ((وقول صاحب هداية الحنفية: ضعَّفه أبو داود، وهمٌ)) (فيض القدير ١/ ٣١٣).