هذا الحديث، فرواه أبو إسحاق السبيعي وغيره عن مجاهد من قوله، فمثل هذا لا يُعَلُّ به المرفوع، ولو سلَّمنا جدلًا بصحة الموقوف من طريق مجاهد، وكان لا بدَّ من الترجيح بينه وبين المرفوع من طريق عبيد الله، لرجحنا المرفوع؛ لأنَّ عبيد الله أولى في أبيه وأخص به من مجاهد، فكيف وقد تابعه أخوه عبد الله؟ راجع (بذل الإحسان ٢/ ٤٢).
خلاصة ما سبق: أن حديث القلتين ثابت صحيح من ثلاثة طرق عن ابن عمر، وقد احتجَّ به وصحَّحه أئمة الحديث:
فاحتجَّ به أحمد، كما في مسائله (رواية أبي داود ص ٦)، و (رواية صالح بن أحمد ٨٥، ٨٦، ٢٤٩)، و (رواية عبد الله بن أحمد ٨)، وكذا في (سنن الأثرم ٥٢).
وكذا احتجَّ به الشافعي في (اختلاف الحديث ص ٨٥ وما بعدها) وألزم به مخالفه (ص ٨٩).
وكذا إسحاق بن راهويه، كما في (مسائل الكوسج ٢/ ٣٠٥ - ٣٠٧).
وصحَّحه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
والطبري في (تهذيب الآثار / مسند ابن عباس ٢/ ٧٣٦).
والطحاوي في (شرح معاني الآثار ١/ ١٦)، ونقل النووي تصحيحَه للحديث في (المجموع ١/ ١١٤)، وابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق ١/ ٢١).
وصحَّحه أيضًا: ابن حزم في (المحلى ١/ ١٥١).
وقال ابن منده: ((فهذا إسناد صحيح، على شرط مسلم في عبيد الله بن