للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَوَجْهَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى إِخْوَانِهِ فَلْيُهَيِّئْ مِنْ نَفْسِهِ ... )) الحديثَ، لم يذكر فيه اللحية، وهذا إسناد واهٍ كالذي قبله، وفيه ثلاث علل أيضًا:

الأولى: انقطاعه بين مكحول وعائشة؛ كما سبق.

الثانية: أبو سعيد الشامي الذي يروي عن مكحول؛ قال الدارَقُطْني: "مجهول"، وأقرَّه الذهبي في (الميزان ٤/ ٥٣٠)، واعتمده ابن حجر في (التقريب ٨١٣١)، ويحتمل أن يكون هو عبدَ القُدُّوس بن حبيب؛ فإنه شامي، ويُكْنَى بأبي سعيد، ويَروي عن مكحول، فإن كان هو؛ فقد كذَّبه ابن المبارك، وقال الفَلَّاس: "أجمعوا على ترك حديثه" (الميزان ٢/ ٦٤٣)، وهذا الذي ذكرناه احتمالًا قد جزم به الألباني في حديث آخَرَ من رواية الحِمَّاني عن أبي سعيد الشامي عن مكحول (الضعيفة ٣٨٥٧)، ثم ذكر أنه لا يَستبعد أن يكون الذي حكم عليه الحافظ بالجهالة هو وعبدُ القُدُّوس واحدًا، وكيفما كان، فهو علة في الإسناد، والله أعلم.

الثالثة: هارون بن إدريس، لم نجد مَن تَرجم له بعد طول بحث وعناء، وانظر (معجم شيوخ الطبري ٣٥٥).

وشيخه أبو يحيى الحِمَّاني اسمه: عبد الحميد بن عبد الرحمن، وهو مختلَف فيه، وذَكر ابن حجر هذا الاختلافَ في مقدمة الفتح، ثم قال: "إنما روَى له البخاري حديثًا واحدًا في فضائل القرآن ... وهذا الحديث قد رواه مسلم من طريق أخرى ... فلم يخرِّج له إلا ما له أصل" (المقدمة ٤١٦)، وفي (التقريب) قال: "صدوق يخطئ، ورُمي بالإرجاء".