وقال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن خازم، قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس، به.
وكذا رواه النسائي في (المجتبى ٢٠٦٨) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.
ورواه النسائي (٢٠٦٩) قال: أخبرنا هناد بن السري، في حديثه، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس، به.
وهذه الرواية لا تعدو كونها رواية بالمعنى، قال النووي:"روي ثلاث روايات (يَسْتَتِرُ) بتائين مثناتين، و (يَسْتَنْزِهُ) بالزاي والهاء، و (يَسْتَبْرِئُ) بالباء الموحدة والهمزة، وهذه الثالثة في البخاري وغيره، وكلها صحيحة، ومعناها: لا يتجنبه ويتحرز منه والله أعلم"(شرح مسلم ١/ ٢٠١).
وقال الحافظ ابن حجر:"قوله (لَا يَسْتَتِرُ) كذا في أكثر الروايات بمثناتين من فوق الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وفي رواية ابن عساكر:(يَسْتَبْرِئُ) بموحدة ساكنة من الاستبراء، ولمسلم وأبي داود في حديث الأعمش:(يَسْتَنْزِهُ) بنون ساكنة بعدها زاي ثم هاء.
فعلى رواية الأكثر، معنى الاستتار: أنه لا يجعل بينه وبين بوله سترة يعني لا يتحفظ منه. فتوافق رواية لا يستنزه لأنها من التنزه وهو الإبعاد ... ، وأما رواية الاستبراء فهي أبلغ في التوقي" (فتح الباري ١/ ٣١٨).