هذا إسناد ضعيف؛ سعد الأنصاري الذي يروي عن أنس، ترجم له ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٤/ ٩٧ - ٩٨)، والبخاري في (التاريخ الكبير ٤/ ٦٧)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في (الثقات ٤/ ٢٩٩).
وأعل حديثه هذا البخاري، فقال - عقبه -: "قال ابن أبي شيبة نا ابن عُيَيْنَةَ عن يحيى بن أبي إسحاق أنه سمع أنسا: «لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ، حَدَّثُونِي عَنْهُ»، قال البخاري: "وهذا أصح".
يعني أَنَّ أنسًا لم ير النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين قط، وإنما أخبره بذلك أصحابه، فدل ذلك على نكارة قول من روى عنه أنه قال:«خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعَ سِنِينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ»(١).
ولذا قال الميموني: قلت لأحمد: حدثنا شاذان ثنا زهير أبو خيثمة عن وهب ... " وذكر الحديث، قال أحمد:"ليس بصحيح، وهذا كذب"، وسألته عن وهب بن عقبة فقال:"ليس به بأس"، وسألته عن محمد بن سعد الأنصاري فقال:"لا يعرف"(شرح ابن ماجه لمغلطاي ٢/ ٢٢٥).
قلنا: محمد بن سعد الأنصاري، قال فيه ابن معين:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في (الثقات). (تهذيب التهذيب ٩/ ١٨٤). وقال ابن حجر:"صدوق"(التقريب ٥٩٠٥).
[تنبيه]:
فرَّق الحافظ المزي بين وهب بن عقبة الجعفي الذي يروي عن محمد بن
(١) وسيأتي مزيد بيان لذلك في فصل المسح على الخفين.