فأخرجه ابن أبي شيبة في (مصنفه ١٨٥٥) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن بكر بن ماعز، عن ابن بريدة، يحسبه عن أبيه، قال:«لا تبول في طست في بيت تصلي فيه، ولا تبل في مغتسلك». كذا موقوفًا.
وأبو إسحاق أحد حفاظ الإسلام، والثوري إمام من أثبت الناس في أبي إسحاق، فلا ريب أَنَّ هذه الرواية الموقوفة عن بريدة، أصح من رواية يحيى بن عباد عن يونس، مع ما فيهما من كلام.
ثم إنه مخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه «دَعَا بِالطَّسْتِ؛ لِيَبُولَ فِيهَا». أخرجه النسائي وغيره بإسناد صحيح عن عائشة، وأصله في الصحيحين، دون التصريح بالبول، وسيأتي تخريجه في باب:"البول في الإناء".
وعليه: فهذا الحديث معلول من وجوه، والصواب فيه الوقف على بريدة.
* ومع هذا قواه بعض أهل العلم جريًا على ظاهر إسناده:
فقال المنذري:"رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والحاكم (١) وقال: صحيح الإسناد"(الترغيب والترهيب ٢٤٩)، وتبعه الهيثمي فحسنه أيضًا في (المجمع ٩٩٩).
(١) كذا، ولم نقف عليه في نسخ (المستدرك) المطبوعة، ولا في (إتحاف المهرة)، فالله أعلم.