قلنا: مدار هذه القصة على مبارك بن فضالة وهو وإن وثقه جماعة، فقد تكلم فيه آخرون؛ بل إن أحمد مشاه مرة، وقال في أخرى:"كان مبارك بن فضالة يرفع حديثًا كثيرًا، ويقول في غير حديث عن الحسن: قال: حدثنا عمران، قال: حدثنا ابن مغفل، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك"، وقال في ثالثة:"ليس بذاك"، ووثقه ابن معين مرة، وقال في روايتين عنه:"ضعيف الحديث"، وقال النسائي:"ضعيف"، وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: "كان يخطئ"، وقال محمد بن سعد:"فيه ضعف"، وقال الساجي:"كان صدوقًا مسلمًا خيارًا، وكان من النساك، ولم يكن بالحافظ، فيه ضعف"، وقال العجلي:"ليس بقوي"، وقال الدارقطني:"لين، كثير الخطأ، يعتبر به". انظر:(تهذيب التهذيب ١٠/ ٣١).
فمن كانت هذه حاله، لا يمكن الاعتماد عليه في نقض أقوال أئمة العلل وجهابذة الحديث، بل المنصف يجزم بخطئه بلا تردد.
* وقد ورد مثل هذا التصريح بالتحديث من رواية هشام بن حسان - وهو ثقة من رجال الشيخين -، عن الحسن، ومع هذا أنكره أبو حاتم، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي رحمه الله: سمع الحسن من جابر؟ قال:"ما أرى، ولكن هشام بن حسان يقول:(عن الحسن حدثنا جابر بن عبد الله)، وأنا أنكر هذا، إنما الحسن عن جابر كتاب مع أنه أدرك جابرًا"(المراسيل ص ٣٧).
* ومما يؤكد رجحان قول أئمة العلل، بعدم سماع الحسن من جابر، أَنَّ جابرًا كان بالمدينة، والحسن بالبصرة.