ولأجل ذلك ذهب الشيخ الألباني إلى تصحيح هذا الحديث، اكتفاءً بتصريح بقية بالتحديث من شيخه، فقال:((إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، وقد صرَّح بقية بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه)) (الصحيحة ٣/ ٩)، ونحوه في (الضعيفة ١٠/ ٢٦٩).
وقد أشار ابن القطان في (بيان الوهم والإيهام ٤/ ١٦٤، ٦٠٩، ٥/ ٨١٠) إلى تضعيفه ببقية؛ فقال متعقبًا عبد الحق الإشبيلي في سكوته على هذا الحديث:((وسكت عنه، وإنما يرويه بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن المقدام)) (بيان الوهم والإيهام ٤/ ٦٠٩)، وقد ذكر قبل أن (بقية) منكرُ الحديث، وهذا كما سبق تأصيله محمول على حال العنعنة في السند، أو الرواية عن المجاهيل، وإلا فالرجل في نفسه ثقة، والله أعلم.
وأما الشوكاني فيبدو أنه اكتفى أيضًا بتصريح بقية من شيخه فقال:((إسناده صالح))! (نيل الأوطار ١/ ٨١).